علماء يخترقون مجاهل القطب الجنوبي
من مسافة بعيدة يبدو مشروع أندريل " www.andrill.org" مثل سراب.. برج أبيض وسط حاويات زرقاء عملاقة منتشرة فوق البحر المتجمد.
لكن هذا المشروع العملاق بالحفر عبر الثلوج والمحيط المتجمد وعبر الزمن حقيقي وعملي أيضا وسيحاول العلماء من خلاله العثور على دلائل بأن القارة القطبية الجنوبية كانت أكثر دفئا.
ولان الباحثين على قناعة بأن العالم مقبل على عصر أكثر دفئا بسبب تغير المناخ فانهم يريدون معرفة كيف كانت الاوضاع في القارة قبل عشرة ملايين سنة عندما كانت تشهد عصورا دافئة على فترات متفاوتة.
ولعمل ذلك يعكف العلماء على دراسة عينات أساسية من قاع المحيط لطبقات من تربة صلبة تمزج بين اللونين الرمادي والاخضر.
وتخرج العينات من حفار في اسطوانات طولها تسعة أمتار محاطة بأنابيب صلبة.
أما المثقاب العملاق الممتد لمسافة 20 مترا فوق سطح الثلج فمحاط بخيمة بيضاء للحفاظ على درجة حرارته عند 10 درجات مئوية أو أعلى للحفاظ السوائل التي تشغله.
وسيبدأ العلماء في فحص العينات بعد استخراجها في المعامل المقامة في الحاويات الزرقاء.
ويدرس فرانك نيسين وهو عالم جيولوجي بمعهد ألفرد فيجنر للدراسات القطبية والبحرية في بريمرهافن بألمانيا العينات الاساسية للعثور على دلائل تفيد بوجود حياة بحرية الامر الذي يعني وجود بحر حيث يوجد الان طبقة من الثلج سمكها 85 مترا.
وقال نيسين إنه توجد دلائل على أن القارة القطبية الجنوبية شهدت خمس فترات دافئة على مدى أربعة ملايين عام أو نحو ذلك.
وفي الاونة الاخيرة اكتشف العلماء عينات غنية بالطحالب. وقال نيسين انه في مناطق أخرى كانت العينات مليئة بالحجارة التي يرجح أنها وصلت الى البحر عن طريق الانهار الجليدية الامر الذي يشير الى فترة أكثر بردا.
المصدر: رويترز
إضافة تعليق جديد