علماء يجرون تجربة خطيرة لاقتراب «رشيد» من مذنب

19-06-2015

علماء يجرون تجربة خطيرة لاقتراب «رشيد» من مذنب

يعتزم العلماء الأوروبيون القيام بمناورة محفوفة بالمخاطر، بأن يدنو المسبار الفضائي «رشيد» بدرجة أقرب من المذنب الذي يدور حوله، حتى يمكنه التواصل مع مجس آلي على سطح المذنب لبدء تجارب قد تفك بعض الألغاز الكونية.
وكان المجس «فيلة» قد أدهش العلماء مطلع الأسبوع الحالي بعدما شرع في العمل، وأرسل إشارات إلى كوكب الأرض. وكان الهبوط التاريخي للمسبار على سطح المذنب «67 بي/تشوريموف - جيراسيمينكو» في تشرين الثاني الماضي قد شابه انحراف المسبار إلى منطقة ظليلة بدرجة كبيرة، ما تعذر معه تشغيل ألواحه للطاقة الشمسية. ومع اقتراب المذنب من الشمس يأمل العلماء أن يكون بمقدور المجس «فيلة» توليد طاقة تكفي لاستئناف تجاربه المبرمجة سلفا.
لكن حتى يتسنى للمسبار «رشيد» استقبال معلومات يتعين عليه الاقتراب من المذنب، في مدار يصل إلى نحو 180 كيلومتراً، بالمقارنة بمداره الحالي الذي يتراوح بين 220 إلى 240 كيلومتراً. وهذه خطوة محفوفة بالمخاطر، فيما يقترب المذنب من أقرب نقطة من مداره حول الشمس في 13 آب المقبل، ما يثير أتربة قد تجعل المسبار يعجز عن الاستعانة بالمعدات الخاصة بتوجيهه.
وقالت ايلزا مونتانون، نائبة مدير رحلة المسبار «رشيد» بوكالة الفضاء الأوروبية خلال مؤتمر صحافي بمعرض في باريس، «المذنب جرم نشط للغاية الآن، والأمر يشبه قيادة سيارتك خلال عاصفة ثلجية». وأضافت «نفترض أن يكون آمناً، لكن بمجرد رصد استعادة النشاط فربما تعين علينا أن نتقهقر قليلا».
ويأمل العلماء أن تساعد العينات التي سيجمعها المجس «فيلة» من المذنب، البالغ طوله خمسة كيلومترات وعرضه ثلاثة كيلومترات، في الإفصاح عن تفاصيل كيفية نشوء الكواكب، وربما الحياة نفسها. ويحتفظ المذنب، المكون من جليد وصخور، بجزيئات عضوية قديمة تمثل كبسولة الزمن.
وقال مدير مشروع «فيلة» فيليب غودرون إن الخطة تبدأ بأقل التجارب خطورة، منها الاستعانة بمعدات لاستشعار الجو المحيط قبل تحريك المجس، والتنقيب في سطح المذنب لتحليل العينات ربما خلال الأشهر المقبلة بدلا من الاسابيع المقبلة.
وقال كبير العلماء في المشروع جان - بيير بيبرنغ إنه فور هبوط «فيلة» على الموقع المخصص له، سيشرع في العمل، رغم ارتفاع درجة الحرارة في محيط المجس التي تحول دون عمل أنظمته.
وتمويل مشروع «رشيد» مضمون حتى نهاية العام الحالي، لكن الفريق طلب تمديد التمويل حتى أيلول العام 2016 حين يتجه «رشيد» إلى المذنب لالتقاط صور حتى يصطدم بالمذنب.
وبدأ هذا المشروع منذ عشر سنوات، ويرى العلماء أن فرصة الهبوط ستسنح في 11 تشرين الثاني المقبل، حين يكون المذنب على بعد 450 مليون كيلومتر من الشمس.
وسفينة الفضاء الأوروبية «روزيتا» هي الاسم الغربي، تيمناً بمدينة رشيد بدلتا نهر النيل في مصر التي عثر فيها على الحجر الذي فك ألغاز اللغة الهيروغليفية. و «فيلة» اسم جزيرة بنهر النيل قرب مدينة أسوان بصعيد مصر، حيث وجدت مسلة مصرية قديمة ساعدت أيضاً على فك شفرة اللغة الهيروغليفية.

(رويترز)

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...