طلاب طرطوس «عطلّوا» بلا قرار بسبب الصقيع ولا أضرار في البيوت البلاستيكية
لم يصل الثلج إلى شواطئ طرطوس كما كان متوقعاً وبقي ضمن حدوده المعتادة في أعالي الجبال في القدموس والدريكيش والشيخ بدر ومشتى الحلو لكن صقيعه وصل مبكراً إلى مدن وقرى الساحل فتدنت درجات الحرارة إلى ما دون العشر درجات نهاراً ومادون الخمس درجات وحتى الصفر ليلاً في طرطوس المدينة وبانياس وقراها بالإضافة إلى قرى سهل عكار وهذه الظروف الجوية الاستثنائية فرضت على الجهات العامة واقعاً متغيراً يفترض بها التعامل معه بحذر للتخفيف من آثاره السلبية على البشر والشجر، وهنا لابد لنا من الإضاءة على ما قامت به مديرية التربية وشركة الكهرباء في المحافظة.
ففيما يخص التربية بقيت صامتة بغياب مازوت التدفئة ودرجات الحرارة المتدنية وبغياب أي قرار من المديرية بالتعطيل سوى ما كتبته على صفحتها على الفيسبوك حيث كتبت مساء السبت الماضي ((يستمر الدوام في مدارس محافظة طرطوس ليوم غد الأحد 9/2/2020 عدا مدارس ارواد ويترك للمجمعات التربوية في المناطق حرية تقدير إيقاف الدوام في المدارس التي يصعب الوصول إليها من قبل الطلاب والكادر التدريسي بسبب الظروف الجوية باعتبار أن هناك اختلافاً بين مدارس وأخرى ضمن قطاع كل مجمع ويتم تعويض الفاقد التعليمي في وقت لاحق)) لكن ذلك لم يقنع الأهالي حيث اتفقوا على عدم إرسال أولادهم إلى المدارس في الريف والمدينة خوفاً عليهم من الظروف الجوية المتقلبة والبرد الشديد صباحاً خاصة أيام الأحد والإثنين والثلاثاء وربما في الأيام اللاحقة أيضاً إذا استمرت هذه الأحوال الجوية القطبية، والسؤال الذي يفرض نفسه لماذا لم تصدر التربية قراراً بالتعطيل وهي المدركة أن الطلاب لن يأتوا في مثل هذه الظروف وإن أتوا، هل تتوقع أن يكون لديهم قدرة استيعابية وأصابعهم مرتجفة وعقولهم متجمدة برداً علماً أن من أتى قيل له لماذا أتيت وأعادوه للبيت بعد ساعة أو ساعتين كما أكد لنا بعض أولياء التلاميذ والطلاب؟
بالمقلب الآخر تعاملت الشركة العامة لكهرباء طرطوس بكثير من الجدية مع هذه الظروف الجوية خاصة لجهة إيصال التيار الكهربائي لمناطق زراعة البيوت البلاستيكية طوال فترة الليل مما خفف من شدة المنخفض القطبي ولم نسمع شكاوى حتى الآن عن أضرار تسبب بها الصقيع على هذه المزروعات.
مضر أسعد رئيس اتحاد فلاحي المحافظة أكد أن الأضرار نتيجة هذا المنخفض تكاد لا تذكر وهذا عائد لتعاون عمال الشركة العامة لكهرباء طرطوس الذين سهروا الليل بطوله لإصلاح الأعطال إن وجدت بوقتها الأمر الذي خلق انطباعاً حسناً لدى المزارعين.
الوطن
إضافة تعليق جديد