صيادلة يطالبون الأطباء بتحسين الخط منعاً للأخطاء الدوائية
بسبب تشابه اسماء الادوية والعقاقير قد يدفع مريض حياته ثمناً لخطأ لغوي ارتكبه طبيب في الوصفة الطبية إما لسوء خطه وإما لعدم انتباهه لتسمية الدواء او الجرعة المناسبة فيتحول الدواء الشافي الى سم زعاف.
والاخطاء في الوصفات الطبية هي أخطاء قد تحدث في العيادات، المستشفيات الصيدليات .
إن أساسيات العملية العلاجية تعتمد على اعطاء العلاج المناسب في الجرعة المناسبة والوقت المناسب ولاشك في أن هذه الاخطاء تكون خطيرة لاسيما عندما نتعامل مع الرضع والاطفال ،لان اي خطأ في حساب جرعة دواء ماقد يكون قاتلاً بسبب ان جهازهم المناعي لايكون مكتمل التطور لكي يدعم الجسم في التعامل مع بعض هذه الاخطاء.
- في احدى الصيدليات التي رفض صاحبها ذكر اسمه حتى لايزعج خاطر الاطباء باعتبارهم يعملون في خندق واحد وحتى لايلوموه على صراحته، قال:بعض الاطباء يكتبون حرفاً أو حرفين من اسم الدواء وعلى الصيدلاني الاجتهاد ومعرفة وتخمين بقية الاحرف.
وحرف واحد قد يغير اسم الدواء وهناك وصفات غير مفهومة لابالعربي ولابالانكليزي و في حال حدوث خطأ فالصيدلاني فهو المسؤول الاول والاخير لذلك يضطر احياناً لسؤال المريض عن وجعه، واحيانا قد يعرف وجعه ولكن قد يكون الدواء لغير حالة وهنا تكمن المشكلة وفي كثير من الاحيان يضطر الى الاتصال بالطبيب لسؤاله والاستفسار وتوضيح وفك رموز الوصفة.
ويتابع : ان الطبيب الممارس لايخطئ ولكن الخريجين الجدد وخاصة الذين يتدربون في المشافي الحكومية تكثر اخطاؤهم سواء في اسم الدواء او العيارات والتركيبة وخاصة اطباء مشفى الاطفال والمواساة المتدربين اضافة إلى ان دراستهم لمادة الادوية ليست كافية لتكوين خبرة طويلة في كتابة الدواء واثناء الممارسة تختلط الامور لذلك على الطبيب المشرف مراجعة الوصفة قبل اعطائها للمريض لكن مايحدث أن الطبيب يتركهم ويذهب لعيادته.
كما أن أطباء الاسنان معظمهم لايفهمون شيئاً في الوصفات الطبية ولايوجد لديهم إلمام بنوعية الادوية وطريقة كتابتها بدائية حتى بالجرعات.
واقترح كتابة الوصفة الكترونياً حتى لايحدث اي غلط يدفع ثمنه المريض.
- وتشاركه الصيدلانية وداد الرأي بأن الطبيب يكتفي بكتابة حرف أو حرفين وتقول جاءتني وصفة باللغة العربية لكنني لم استطع تفسيرها، اتصلت بالطبيب ولكن في حال لم استطع الاتصال والتأكد بأنني اعتذر للمريض عن صرف الدواء لان المسؤولية ستقع برأسي.
وتابعت: هناك أطباء يصفون دواء على أن يعطى كشراب ولايوجد منه سوى حبوب لكن الطبيب لايعلم ذلك وذلك بسبب قلة الخبرة بالمستحضرات والاشكال الصيدلانية واشارت إلى أن بعض الاطباء يكتبون الوصفة وتكون دعاية من مندوب الادوية لكنه لايعلم انها لم تنزل الى الصيدليات بعد.
ونوهت ان بعض الاطباء يمهرون الوصفة بالاحمر بعبارة (يرجى عدم تبديل الدواء) ولايحق للطبيب التدخل وفرض اسم الشركة المنتجة وتساءلت هنا لماذا يهتم الطبيب بالشركة التي انتجت الادوية فنحن لانبدل التركيب العلمي وهو المهم وليس المهم الاسم التجاري او اسم المعمل فهناك ادوية تنتجها عدة شركات والطبيب احياناً يحدد في الوصفة اسم الشركة والمريض مهما كانت درجة ثقافته فهو يحب الالتزام والتقيد بالوصفة لافتة إلى أن هناك اطباء يصفون الدواء الاجنبي علماً ان البديل الوطني موجود ومراقب.
- حملنا تساؤلات وشكاوى الصيادلة الى نقيب الاطباء د. عبد الحميد القوتلي
والذي اعتبر أن الصيادلة محقون بشكواهم فيما يتعلق بسوء خط الاطباء في كتابة الوصفات الطبية وانه من المفترض كتابتها الكترونياً لمنع حدوث اي خطأ او التباس لكن هذا الامر يصعب تطبيقه بحسب رأيه وان الفكرة طرحت إلا أن حجة الاطباء بذلك هي المعوقات التقنية كانقطاع الكهرباء المستمر.
ويرى ان أغلب الاخطاء في الوصفات يقع فيها الاطباء في بداية عهدهم لممارسة المهنة فهم لايحفظون اسماء الادوية التجارية وان بعضهم يكتفي بكتابة الاسم العلمي الذي حفظه وفي هذه الحالة فإن الصيدلاني مخول وله الحرية بإعطاء البديل والشركة على أن يلتزم بالتركيب.
وفيما يتعلق بأن يذكر اسم الشركة التجارية للدواء في الوصفة الطبية وأن تختم بعبارة(يرجى عدم تبديل الدواء) فهذا حق مشروع للطبيب وله ان يستخدم صلاحياته والطبيب له نظرته وخبرته ويعرف ماهو المستحضر الاكثر ضماناً وثقة وله الحق ألايدع الصيدلاني يتصرف على راحته مشيراً إلى أن الصيدلاني مستفيد من هذه اللعبة وله عروض مجانية وربح إضافي وبرأيه هذا الربح غير مشروع والمنافسة غير شريفة لانهم تلاعبوا على تسعيرة الادوية بهذه الطريقة.
وننصح الطبيب ان يكتب الوصفة بخط واضح وبحسب خبرته وقناعته وثقته بالشركة والدواء وتحري عدم وجود تداخل دوائي غير مرغوب به على المريض وعدم كتابة أدوية غير ضرورية كالفيتامينات .
و على الصيدلاني ان لايحل محل الطبيب لان ذلك يسبب مشكلات ويضعف ثقة المواطن بالطبيب و الصيدلاني والاتصال فوراً بالطبيب في حال وجود التباس.
- اذاً سوء ممارسة الطبيب وخطؤه يكمن بفشله في معرفة التاريخ العلاجي للمريض وسؤاله عن الادوية التي يتناولها حالياً وذلك لمنع اي احتمال لحصول تداخل دوائي بينها وبين العلاجات التي ينوي كتابتها، وسؤاله عن التاريخ المرضي أي الامراض المزمنة التي قد يعاني منها المريض كأمراض الكلية والكبد او بعض الامراض الوراثية كذلك احتمال وجود حساسية لبعض الادوية وعدم وضوح خط الطبيب اثناء كتابة الوصفة يعطي الفرصة لكي يقرأها الصيدلاني بشكل خاطئ وبالتالي يتم صرف الدواء بالشكل والجرعة الخاطئة.
كمايلعب الصيدلاني دوراً مهماً في العملية العلاجية وذلك لكونه المحطة النهائية قبل تسليم العلاج للمريض فهو حسب القانون مسؤول عن تعبئةو تركيب وصرف واعطاء التعليمات عن الادوية وتشمل اخطاؤه الفشل في قراءة الوصفة الطبية خاصة عندما يكون هناك تشابه في أسماء الأدوية وتغليفها والفشل في قراءة او حساب الجرعة المناسبة حسب وزن الجسم خاصة عند التعامل مع الميكروغرامات والفشل في قراءة بعض الرموز اللاتينية المتشابهة والفشل في التعرف على التداخلات الدوائية بين الادوية الموصوفة او مع الادوية التي تناولها المريض مسبقاً والتي يتوجب عدم تناولها معاً.
اما الاخطاء التي يقع بها المريض فتتمثل في ملاحظة الفرق بين بعض الادوية كما يحصل لدى بعض المسنين الذين يتناولون عدة أدوية في وقت واحد ويقوم بعض المرضى سواء بشكل متعمد او غير متعمد بزيارة عدة اطباء لعلاج نفس الشكوى بالتالي يحصل على عدة وصفات لنفس المرض.
وهنا ينصح المريض ان يسأل الصيدلاني عن اسماء العلاجات المقدمة ويناقش معه دواعي الاستعمال والاستفسار عن كيفية تناول العلاج، والتأثيرات الجانبية واعلام الصيدلاني والطبيب عن الادوية التي تناولها مسبقاً والامراض والتشوهات الوراثية التي يعاني منها.
- في الدول المتقدمة يقوم الطبيب بإدخال كافة المعلومات المتعلقة بالمريض / عمره، وزنه، الدواء المناسب.../ على جهاز الكومبيوتر ثم تخرج الوصفة الى الصيدلاني لتصل الى المريض باسمه شخصياً.
الامر ليس صعباً والصعوبات التقنية ليست بحجة خاصة ان هناك أطباء عياداتهم مجهزة بأحدث وأفخم الاجهزة والديكورات واتمتة الوصفة ستضفي على بريستيجهم وجهاً حضارياً لايقل عن التجهيزات الحديثة التي دفعوا عليها الملايين فالوصفات المكتوبة يدوياً تكون مصحوبة بمعدلات أخطاء عالية وتعتبر الوصفات الالكترونية الاكثر أماناً لانها تتجنب عدم وضوح خط اليد.
منال صافي
المصدر: تشرين
إضافة تعليق جديد