سورية تضع توءماً ملتصقاً
وضعت سيدة من مدينة اللاذقية صباح يوم الخميس الماضي في مشفى الأسد الجامعي باللاذقية توءماً ملتصقاً سيامياً برأسين وأربعة أطراف علوية وقدمين.
وذلك من خلال عملية قيصرية وتكنيك خاص تجنباً لأذية الأم والأجنة، ويتمتع التوءم بحالة صحية مستقرة حتى ساعة إعداد هذا التقرير.
ويقول الدكتور إيهاب محمد المختص بقسم النسائية وأمراض التوليد بمشفى الأسد الجامعي باللاذقية والذي قام بعملية التوليد: بأنه جرى تشخيص الحالة لدى السيدة من الشهر الرابع من حملها، وقال لها طبيبها المختص إن لديها توءماً ملتصقاً، ورغم ذلك لم يفكر الأب والأم في التخلص من الأجنة، وقد راجعتنا السيدة في الأسبوع 34 من الحمل أي في الشهر الثامن، وتبين لنا من خلال الفحص أن لديها توءماً ملتصقاً سيامياً، انتظرنا حوالي ثلاثة أسابيع ريثما تدخل في شهرها التاسع لإجراء عملية قيصرية لإخراج الأجنة الملتصقة.
ولقد تم تشكيل فريق عمل من مشفى الأسد لمتابعة أمور التوءم من الولادة وإلى ما بعدها، وذكر الدكتور إيهاب: بأن الفريق الطبي في مشفى الأسد الجامعي في اللاذقية قام عند الثامنة من صباح يوم الخميس بإجراء عملية قيصرية للسيدة لإخراج التوءم الملتصق، وتم إجراء الجراحة بتكنيك خاص لاستخراج الأجنة من خلال فتح البطن بالوسط وبشكل طولي حوالي 20 سم تفادياً لوقوع أي اختلاطات للأم وللأجنة.
وأضاف بأن التوءم من نوع توءم ملتصق سيامي برأسين وأربعة أطراف علوية، وجذعين ملتصقين على مستوى أسفل الأضلاع مع قلبين ورئتين وحوض واحد وعضوين ذكريين وفتحة شرج واحدة وطرفين سفليين.
ويعد هذا الحمل هو الرابع للسيدة بعد ولادة طفلين (ذكر وأنثى) وإجهاض.
وأشار الدكتور إيهاب إلى أن هذه الحالة تعد الأولى في سورية، وهي من الحالات الفريدة والنادرة في العالم، بسبب طبيعة الالتصاق،فلأول مرة نصادف التصاقاً يكون بهذا الشكل، ولفت إلى أن نسبة حالات الولادة بتوائم الالتصاق السيامي بشكل عام ولادة واحدة لكل 100-200 ألف ولادة طبيعية، وتشير الدراسات العالمية إلى أن 40-60% من الأجنة السيامية مصيرها الوفاة خلال فترة قصيرة إما بسبب اختلاطات رئوية أو قلبية أو دورانية، ويعود سبب التصاق الأجنة بهذا الشكل إلى أنه في الأسابيع 3 و4 أثناء عملية الانقسام يحدث انشطار غير كامل في البيضة الملقحة تؤدي لظهور تطور للأعضاء حسب المنطقة المنشطرة.
وبين الدكتور عدنان ديوب رئيس قسم الأطفال في مشفى الأسد الجامعي أن الوضع العام للتوءم مستقر، وأجريت له جميع الفحوص والصور الشعاعية والتي أثبتت أن حالة التوءم حتى الآن جيدة، لكنهما يعانيان من ضيق تنفس خفيف تم وضعهما في الحاضنة ويأخذان (أوكسجين وتغذية وريدية). وأضاف: بأن الجهاز العصبي لدى التوءم في كلا الرأسين كامل من مخ ومخيخ وأوعية دماغية، ونحن الآن بصدد دراسة كل أجهزة التوءم الداخلية من حيث القلب والرئة والجهاز الهضمي والجهاز البولي، وسنرى ما إذا كان هناك تضاعف للأجهزة أو التحام في بعضها، مشيراً إلى أن احتمال استمرار الحياة واردة في حال عدم وجود إصابة قلبية.
وقال الدكتور عمار عمران اختصاصي في جراحة الأطفال بالمشفى: إن الأجنة ملتصقة بالشكل الجانبي، أي هو التحام جانبي جانبي، وهي حالة نادرة جداً في العالم وتصل نسبتها من 5-10% من أصل حالات التوائم السيامية الملتصقة.
وحول موضوع فك الالتصاق بالمستقبل قال الدكتور عمار بأنه يصعب الحكم عليه إلا بعد استكمال كل الاستقصاءات والدراسات، وتجرى عادة بمراكز متخصصة ووفق عمليات معقدة جداً.
وأشار الدكتور إيهاب إلى أنه يمكن بالأيام القادمة إذا كتبت الحياة للتوءم مراسلة المراكز العالمية المختصة بحالات التصاق التوائم لدراسة هذه الحالة بجميع جوانبها.
واعتبر الأب إبراهيم السيد - والذي يعمل في محل للصيانة الالكترونية - أن التوءم هو نعمة من الله، ويتمنى أن تكتب له الحياة والسلامة، مشيراً إلى أنه علم هو وزوجته منذ الشهر الرابع للحمل بأن لديهما توءماً ملتصقاً، لكنهما رفضا موضوع الإجهاض، لأن الأمر مرفوض من الناحية الشرعية، ورضيا بما رزقهما الله، وأطلقا عليهما حسن وحسين.
عاطف عفيف
المصدر: تشرين
إضافة تعليق جديد