سكر الطعام... سمّ زعاف
فُطر الإنسان على الطعم الحلو. ويعتبر السكر الأبيض من أكثر مواد التحلية المستعملة في الحياة اليومية، إما على شكل حبيبات كريستالية ناعمة، وإما على شكل مكعبات، وإما في شكل خفي داخل الكعك والمعجنات والحلويات والعصائر وسواها. ويستخرج السكر الأبيض مبدئياً من قصب السكر أو من الشمندر، وهو يتألف من دمج اثنين من السكاكر البسيطة، هما سكر الغلوكوز وسكر الفواكه.
ويتم الحصول على السكر الأبيض من خلال عمليات كيماوية متعددة تطيح بكل ما هو مفيد مثل البروتينات، والفيتامينات، والمعادن، والألياف الغذائية التي تشكل ما يقارب 90 في المئة من مكونات نبات قصب السكر أو الشمندر السكري. وبعد ذلك تجرى عملية التبييض والتصفية والتسخين والتبخير للحصول على السكر النقي الذي يمكن القول أن لا قيمة غذائية له ويعطي فقط السعرات الحرارية.
هناك اتهامات كثيرة وجهت الى السكر الأبيض، ويعتبره البعض القاتل الرقم واحداً في تاريخ البشرية وأن عدد ضحاياه أكثر من عدد ضحايا المخدرات والإشعاعات الذرية.
هناك أكثر من 40 تهمة وجهها الباحثون بحق السكر الأبيض، من بينها تسوس الأسنان، والسمنة، وإنهاك الغدة الكظرية الواقعة فوق الكلية، وتشكل الجذور الكيماوية الحرة، والإدمان، والحساسية، والقلق، والاضطرابات المزاجية، والصداع، والأمراض القلبية الوعائية، واحتباس السوائل في الجسم وفشل البانكرياس، والشعور بالدوخة، والتهاب الزائدة الدودية، والتهاب المفاصل، وهشاشة العظام، والتهاب القولون، والسرطان، والتعب، وارتفاع الكوليسترول، وارتفاع ضغط الدم، وجفاف الجسم، ونوبات الصرع، والانهيار العصبي، وزيادة حجم الكلى، وفشل عمل الأنزيمات، وزيادة حموضة الدم، ومرض باركنسون، وداء الزهايمر، واستنزاف الفيتامينات في الجسم، وتدمير الجهاز المناعي، وحصيات المرارة، وخلل في وظيفة الكبد وغيرها.
هناك تهمتان مثبتتان للسكر الأبيض، أما بقية التهم فهي ما زالت في حاجة الى الأدلة المقنعة، وهاتان التهمتان هما:
- تسوس الأسنان، ويعود ذلك إلى حقيقة وجود بكتيريا معينة تعيش في الفم، اذ تنشط هذه بوجود السكر فتحوله الى حامض يعمل على تدمير ميناء الأسنان.
- سوء التغذية، وهذه التهمة مثبتة علمياً بسبب خلو السكر من العناصر الضرورية، مثل البروتينات، والفيتامينات، والمعادن، والألياف الغذائية.
إذاً، إن أفضل حل لتفادي أضرار السكر هو العزوف عنه أو على الأقل تناول الحد الأدنى منه، وحبذا لو تم اختيار البدائل الطبيعية للتحلية التي تحفل بها الطبيعية، مثل العسل، والدبس، والستيفيا، وسكر جوز الهند، وسكر التمر، وسكر الصبار.
مهلاً، قد ينخدع البعض باستبدال السكر الأبيض بالسكر البني اعتقاداً بأنه صحي ومفيد ومغذ وأقل توليداً للسعرات الحرارية مقارنة بزميله الأبيض، لكن هذا الاعتقاد غير صحيح البتة، فالسكر الأبيض والسكر البني هما وجهان لعملة واحدة، وكل ما في الأمر أن السكر الأبيض أضيف اليه بعض الدبس فأصبح لونه بنياً.
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد