سائق شهم

صحيح أننا كثير ما نشير الى رعونة بعض السائقين وتعاملهم غير اللائق حضارياً وانسانياً مع الركاب, إلا أننا وفي هذه المرة وحتى لانبخس حق الطيبين منهم والذين مازلوا يحافظون على عادات وتقاليد ايجابية راسخة عندهم مهما كانت المغريات

وفي مقدمتها اغاثة الملهوف والأمانة التي لمسناها بأيدينا عندما توقف أحد السائقين الذي يعمل على خط سراقب حلب وطلب إلينا الصعود لينقلنا بالاتجاه الذي هو ذاهب إليه ومن باب الفضول وكون جهته غير جهتنا سألته عن السبب فقال: وجدت محفظة فيها نقود وبطاقة شخصية وأخرى جامعية لأحد طلاب الجامعة وأنا متوجه الى قريته لأعيد إليه ممتلكاته.‏

هذه الحالة نريد أن نتوقف عندها ونشير إليها علّ الآخرين من السائقين يجدوا فيها قدوة لهم فهذا السائق هو من مدينة سراقب والذي فقد محفظته من بلدة أورم الجوز, و المسافة بين البلدتين تتجاوز الخمسين كيلو متر ورغم ذلك كلف نفسه عناء السفر ليؤدي الأمانة التي صارت في حوزته..طبعاً وهي ليست المرة الوحيدة, وإنما تعددت المرات والحالات المشابهة التي حدثت معه وقام برد ماوجده.. حالة اخلاقية من المؤكد أنها ليست بغريبة عن مجتمعنا وأفراده واشارتنا إليها إنما تهدف لترسيخها.‏

المصدر: الجماهير