زهـور غـزة تناضـل مـن أجـل البقـاء
توقف أيمن صيام، 41 عاماً، عن زراعة القرنفل هذا العام، فهو يزرع أزهار الـ«اليمونيوم» و الـ«ستاتيس» لأنها أكثر تحملاً. وبالنظر لمخاطر الحصار الإسرائيلي، كان قرار صيام مصيرياً.يعاني قطاع الزهور في غزة كغيره من القطاعات الإنتاجية خسائر فادحة خلال السنوات الخمس الماضية جراء الحصار الاسرائيلي المفروض على القطاع. ففي ذروة الحصار عام 2008 ذهبت الملايين من أزهار غزة كغذاء للماعز والحمير والجمال والأغنام.يقول صيام إن الخسائر التجارية التي لحقت به جراء زراعة القرنفل تقارب مليون دولار، بما يتضمن كلفة النباتات والأسمدة. «اضطررت الى تقليص مساحة زراعة الزهور من ثمانية دونمات (الدونم = 1000 متر مربع) إلى ثلاثة دونمات فقط في موسم منتصف شباط - لمنتصف ايار 2012. لقد كان العرض جيداً، كما أن الطلب كان جيداً أيضاً، ولكن الحصار الإسرائيلي حال بينهما» يقول صيام. يقول رئيس جمعية مزارعي الزهور والتوت في غزة محمود خليل أن «قطاع غزة كان يصدر ما بين 50 إلى 60 مليون زهرة إلى هولندا قبل عام 2005... وفي هذا العام، انخفض ذلك العدد إلى 15- 16 مليون زهرة فقط كما ان تجارة الزهور كانت مصدر رزق لـ 4000 عامل قبل عام 2005، وقد انخفض هذا العدد الى حوالى 500 عامل».ويأمل صيام، كغيره من زارعي الزهور في المناطق الفلسطينية، في نشوء علاقات أفضل مع الحكومة الهولندية وسوق تبادل الزهور الأوروبي هناك التي يتعاملون معها، وذلك بهدف التصدير إلى بلدان أوروبية أخرى. في الماضي، اعتادت شركة «أغريسكو» الإسرائيلية شراء الزهور وبيعها إلى الأسواق الأوروبية على أنها من منتجاتها. الا انه مع تزايد وجود مجموعات دولية تقاطع المنتجات الإسرائيلية، فقد وضع صيام فرحاً العلامة التجارية «منتجات فلسطين» على الصناديق والأكياس البلاستيكية التي يستخدمها للتغليف.تعتمد زراعة الزهور في غزة بشكل كبير على المعابر الاسرائيلية، الا انه مع اغلاق المعابر الاسرائيلية عن غزة يتكبّد قطاع الزهور خسائر فادحة مادياً وبشرياً. لذلك يأمل محمد دهلز الذي استرد وظيفته مؤخراً في زراعة الزهور في الحصول على ميناء بحري مستقل لتصدير زهوره مباشرة من رفح إلى هولندا. ويحرص صيام على توسيع نطاق عمله، و«العودة الى الأيام الخوالي عندما كنا متواجدين في السوق لا بصفتنا نزرع الزهور، ولكن بصفتنا سفراء المحبة في غزة إلى سوق الزهور العالمية».
(«انتر برس سيرفيس»)
إضافة تعليق جديد