زفـاف جماعـي لحمايتهـن مـن البغـاء
نظمت الهند امس حفل زفاف جماعياً لـ21 فتاة بهدف كسر تقاليد «البغاء» الذي استطاع لعصور استغلال النساء الفقيرات والمهمشات والقبليات.
وتجمع مئات الضيوف من القرى المجاورة ومن المسؤولين الرسميين في هذه المناسبة الملونة حيث أقيم حفل زفاف 8 أزواج وخطوبة 13 آخرين في خيم كبيرة في قرية واديا التي تبعد 115 كيلومتراً عن غربي مدينة بالانبور في ولاية كوجارات الهندية.
وشرح الضابط المسؤول عن تطوير ضاحية باناسكانثا في قرية واديا ان «البغاء هو تقليد انتهجه هذا المجتمع منذ عصور ولم يشعر يوماً انه يقوم بأمر خاطئ. انه أمر غير لائق»، مضيفاً انه «من خلال زواج وخطوبة أولئك الفتيات تمكنا من كسر هذا التقليد. فمبجرد أن تتزوج الفتاة تخرج تلقائياً من هذه المهنة. وبمجرد خطوبتها، تخرج من هذا الرابط بالمهنة».
جلست الفتيات المزينات بالمجوهرات الذهبية وتنانير وكنزات وردية زاهية اللون واللواتي ارتدين الوشاح على منصة عالية في سلسلة طويلة الى جانب أزواجهن وخطّابهن الذين ارتدوا عمامات ذهبية، فيما ردد كاهن هندوسي تقاليد الزواج.
وقال ناشطون إن الفتيات اللواتي أتين من مجتمع سارانيا، حيث تحتم التقاليد عدم زواج النساء وعملهن في البغاء في القرى والمدن القريبة، سيتمكنّ الآن من التحرر من مهنة أمهاتهن والتمتع بحياة «عادية، متدينة».
«نحاول التحرر من هذا التقليد ووصمة العار هذه. نريد اقتلاعها من الجذور». تقول راميش سارانيا التي تزوجت اختها (25 سنة) وابنة اختها (22 سنة) في هذا الحفل الجماعي، مضيفة ان «هذا من أجل خير مجتمعنا». وكانت النساء يخدمن «للترفيه» عن أمراء الحرب المتناحرين في المنطقة التي تحولت في ما بعد الى الولايتين المجزأتين جوجارات وراجاستان حيث رقصن وغنين وقدمن الخدمات الجنسية لأصحاب العمل.
ويقول ناشطون ومسؤولون انه بعد استقلال الهند، منحت الحكومة قبيلة السارانيا ارضاً لتؤمن لها دخلاً جيداً ولكن نتيجة لسهولة الحصول على المال من البغاء، استمر رجال واديا بإغراء شقيقاتهم وبناتهم للاستمرار في البغاء.
وتخشى فتيات قرية واردا من التحدث في هذا الامر خوفاً من التمييز بينهن في هذا المجتمع المحافظ. فتقول فاليبن سارانيا التي تزوجت ابنة أختها في هذا الزفاف: «نحن فقراء وليس لدينا ماء. نقوم بأعمال الزراعة ونجني الآن مالاً إضافياً. والعمل الذي تتحدث عنه قد انتهى منذ فترة (في اشارة الى البغاء)».
كما تمت خطوبة ثلاثة عشر زوجاً بعمر 12 سنة خلال هذا الاحتفال وتبادلوا الخواتم على ان تقام حفلات زفافهم في سن الـ18.
وقال الناشطون الاجتماعيون الذين نظموا ومولوا الحفل الذي كلف 18 الف دولار أميركي ان زواج هؤلاء الفتيات سينهي بالتأكيد تجارة البشر في ولاية واديا الهندية. غير انهم أكدوا في المقابل أن المزيد من التطوير مطلوب للتأكد من ان فتيات أخريات لن يتجهن الى البغاء.
وقالت ميتال ساموداي سامارثان مانش ناشطة في جمعية خيرية محلية: «إيجاد فرص عمل للنساء ضروري كتعليمهن التطريز وغيرها من الامور. هذه الامور ستضع حداً للبغاء لأنه ليس خيارا للمرأة».
المصدر: رويترز
إضافة تعليق جديد