زحف الصحراء قد يتسبب في موجات نزوح من المتوسط
حذر مسؤول بيئي يوناني يوم الثلاثاء من أن جفاف الارض قد يؤدي الى موجات نزوح هائلة من منطقة البحر المتوسط الى الشمال ان لم تتم السيطرة على التغيرات المناخية وعمليات الانشاءات والزراعة على المدى البعيد.
وقال الاستاذ الجامعي كوستاس كوسماس الذي يرأس لجنة حكومية تشكلت للتصدي للتصحر أن أجزاء من اليونان تواجه كذلك خطراً محدقا بالتحول الى صحراء دائمة.
وقال كوسماس "التصحر عملية تسير ببطء وما أن ندرك أنها تقع فسيكون أوان العودة قد فات".
ويتفاقم التصحر جراء انخفاض متوسط هطول الامطار متزامن مع درجات حرارة أشد ارتفاعا اضافة الى عمليات ازالة الغابات وأنشطة بشرية كالزراعة والانشاءات والسياحة.
وقال كوسماس أن التغيرات البيئية على المدى البعيد تعني أن جميع الدول الواقعة في حوض البحر المتوسط سوف تتأثر وأن السكان سوف ينتقلون الى خطوط عرض أشد برودة في الشمال الاوروبي.
وقال "يعني التصحر أنه لن يكون بمقدور السكان كسب عيشهم من الارض ومن ثم سوف ينزحون. سوف يتحولون الى مهاجرين يتهافتون على المناطق الحضرية".
وأضاف "لقد قبلت بلدان الشمال الاوروبي بهذا برغم أننا (في المنطقة) بحاجة للبدء في اتخاذ اجراءات محددة على الفور لاننا لم نقم سوى بالقليل حتى الان".
وقال كوسماس أن اليونان التي ينصب عليها تركيز اللجنة بشكل أساسي تواجه واحدة من أسوأ موجات الجفاف منذ 20 عاماً وأن شكل الارض فيها سوف يتغير فعليا خلال العقد المقبل.
وكان متوسط هطول الامطار في اليونان قد انخفض بنحو 30 في المئة منذ منتصف السبعينيات كما كان يناير الماضي الشهر الاكثر جفافا على مدار نصف قرن.
وقال كوسماس "سلطنا الضوء على نحو 34 أو 35 بالمئة من البلاد كمناطق خطر بالغ تواجه التصحر الذي سيكون له عواقب كبيرة على البشر وعلى الاقتصاد".
وهناك خطورة كبيرة تهدد أجزاء من منطقة بيلوبونيز الجنوبية والعديد من الجزر الواقعة في بحر ايجه المعروفة لدى السياح اضافة الى شمال ووسط اليونان ومنطقة أثينا الكبرى.
وتشهد اليونان التي يصنف اقتصادها بين الاسرع نموا في منطقة اليورو طفرة معمارية وزيادة حادة في السياحة أدت الى استنزاف الموارد الطبيعية.
ويجري هذا العام وحده بناء عشرات الالاف من منازل العطلات لمواجهة الطلب من قبل الاجانب وتشهد صناعة الانشاءات نموا بنسبة الثلث كل عام منذ العام 2000.
لكن كوسماس يقول أن المكاسب الاقتصادية قد تتراجع أمام الضرر البيئي على الامد الطويل.
وأضاف "شهدت المناطق المعرضة للخطر اختفاء جزء كبير من الارض حيث لم يترك الا ربما 30 أو 40 سنتيمتراً من الطبقة العليا للارض. انها غير صالحة للزراعة ولن يكون بامكان الغابات النمو مرة أخرى كما لم يعد يهطل المطر".
المصدر: رويترز
إضافة تعليق جديد