ذهبت مشياً على الأقدام لتنجب.. وعادت محملة على الأكتاف وطفلتها
رغم مضي عشرين يوما على وفاة السيدة جميلة تفتنازي 19 عاما من أهالي مدينة أريحا لاتزال حادثة وفاتها تحتل قائمة الاحاديث الرئيسية للنساء والرجال على حد سواء في مدينة أريحا وضواحيها لأسباب عديدة تتلخص في ان قضية السيدة جميلة دخلت سجلات التحقيقات القضائية والتفتيشية والطبية.
كما دخلت المستشفى التخصصي في مدينة اريحا مشيا على الأقدام فرحة بما ستنجب وذلك بتاريخ 1/1/2007 عند الساعة الثامنة مساء وخرجت منه الساعة الخامسة صباحاً في اليوم التالي محمولة على الأكتاف دون حراك عبر سيارة الإسعاف باتجاه المستشفى الوطني بمدينة ادلب لإنقاذها بعد عملية قيصرية راحت ضحيتها ووليدتها معا.
وعلى خلفية ما حدث حمل ذوو جميلة مستشفى اريحا التخصصي والأطباء والممرضين وكل من ساهم في إجراء العملية القيصرية لها المسؤولية كاملة على ماحدث معتبرين من خلال الشكوى المقدمة الى فرع ادلب للهيئة المركزية للرقابة والتفتيش والتي حملت الرقم 15 وش/ تاريخ 14/2007 والدعوى المسجلة لدى قاضي التحقيق في مدينة اريحا تحت رقم 364 ان هناك تقصيراً واهمالاً قد أدى الى وفاة ابنتهم ووليدتها طالبين إجراء تحقيق لكشف ملابسات وفاة الام ووليدتها.
وفي محضر الخبرة الطبية الثلاثية الممهور بتوقيع القاضي احمد زيواني والأطباء عبد الرحمن باريش وعبد الله زغبي واحمد جواد، والذي جاء استجابة لمجريات التحقيق الذي فتحت ملفاته لدى قاضي التحقيق في مدينة أريحا وبعد الاطلاع على طبلة المستشفى التخصصي وطبلة المستشفى الوطني حول وفاة المغدورة جميلة تفتنازي اوضحت الخبرة الطبية في تقريرها ان المريضة تعرضت لعمل جراحي وتخديري بشكل صحيح ووفق الأصول التخديرية والأدوية والتقنية المجراة.
وأشار التقرير الى انه حدث للمريضة تأخر عودة التنفس بسبب نقص خميرة الكولين استراز في دم المريضة وهو اختلاط وارد بسبب الغياب الخلقي للخميرة المذكورة، وان معالجة الاختلاط السابق قد تم بنقل دم طازج وهو العلاج المناسب لهذه الحالة الا انه حدث تأخر في هذا الإجراء لمدة أكثر من ساعة وكان يجب ان يتم هذا الاجراء بعد خمس عشرة دقيقة من عدم عودة تنفس المريضة وان عدم عودة تنفس المريضة وخاصة بعد نقل الدم لها كان بسبب حدوث ارتفاع السكر لديها الناجم عن تأخر في تدبير الاختلاط السابق وقد ساهم ارتفاع السكر في حدوث وذمة دماغية بسبب التأخر في تشخيص وتدبير هذا الاختلاط ما أدى الى حدوث اختلاطات ناجمة عن ارتفاع السكر الشديد والذي أدى بدوره الى توقف القلب الذي تم إنعاشه ولكن فترة التوقف القلبي ساهمت في تفاقم الوذمة الدماغية الموجودة أصلا لدى المريضة ما أدى الى وفاتها.
وأوضحت اللجنة في تقريرها ان وفاة الوليدة كان بسبب تألم الجنين ضمن الرحم مع استنشاق مادة العقي وهذه مشكلة الوليدة قبل بدء العمل الجراحي للأم، أما بالنسبة للعمل الجراحي (القيصرية) فان الجراحة تمت بشكل فني ولا يوجد أي اختلاط جراحي له دور في وفاة المريضة، وأكدت اللجنة الطبية في تقريرها ان ماحصل للمريضة من كافة الاختلاطات المذكورة تتعلق بالتخدير والطبيب المخدر ومتابعة المريضة بعد العمل الجراحي من الناحية التخديرية ونوهت اللجنة الى ان الأم المريضة لا تعاني من داء السكر قبل العمل الجراحي وإنما ارتفاع السكر لديها كان بسبب الشدة وهو لا يؤثر على سكر المغدورة.
وختمت اللجنة تقريرها وهي تؤكد على امر في غاية الأهمية وقد يكون سببا في وفاة المغدورة جميلة وهو لا يمكن لفني التخدير ان يقوم بمعالجة الاختلاطات ولابد من وجود طبيب اختصاصي في التخدير في كل العمليات الجراحية.
يبقى سؤال يطرح نفسه من يتحمل مسؤولية وفاة المغدورة جميلة ووليدتها الأطباء أم المخدر أم الجميع معاً !؟
الاجابة نتركها برسم من يحقق في هذه القضية.
علام العبد
المصدر: تشرين
إضافة تعليق جديد