ذكريات جلاد هندي :الشنق فن يجرى في عروقي
يسرد ناتا مولليك، وعمره 87 سنة، بكل فخر وراحة بال، ذكرياته كجلاد محترف يعشق مهنته ويتحدث بحنين خاص عن آخر عملية شنق نفذها منذ عامين وجلبت له الشهرة والصيت على مستوى العالم كله.
وصفته وسائل الإعلام في ذلك الحين بأنه ذلك "شانق فوق العادة" اختير لإعدام ضانونجاى تشاتيرجيى، المحكوم عليه في قضية اغتصاب وقتل. واكتسب سمعة واسعة اثر تغطية وسائل الإعلام العالمية للمظاهرات التي نظمها مئات من الناشطين في الهند للاحتجاج على عقوبة الموت ومطالبة رئيس الدولة بالإعفاء عن حياته.
وبعد شكواه من أن الحكومة لم تقدره ما يستحق ولم تساعده أو عائلته، يقول مولليك أن "الشنق يجرى في عروقي. كان أبى، شبلال مولليك، شانقا في عهد (استعمار) البريطانيين الذين اعتادوا شنق أولئك الذين كافحوا من أجل استقلالنا". ويواصل مولليك سرده لذكرياته بشرح تفاصيل تنفيذ عملية الإعدام، فيقول أن الشنق... "فن! فعليك أن تشحذ كل مهاراتك".
ويضيف "التحقت بالمهنة عندما بلغت سن 15 أو 16 سنة. وكان أبى يستعين بمساعدين اثنين، كانا يسخرانا منى ويقولان أنني لن أصبح شانقا أبدا"...
"ولما كنت متمردا بطبعي، فقد انتظرت حتى أتى برجل لشنقه، فربطت يديه وراء ظهره وبرهنت على أنني لست جبانا، فكانت البداية... ذلك اليوم، دهش أبى لبطولتي هذه، فبدأت أساعده في كل عملية شنق...".
ويواصل "في ذلك الوقت، كانت عمليات الشنق منتشرة في كل الهند، فسافرت مع أبى إلى كل مكان. كنا نتقاضى 16 روبية عن كل عملية، وكان ذلك مبلغا كبيرا".
ويؤكد مولليك أنه "من حقي أن أفخر بكوني أفضل شانق في الهند، كما كان أبى في حينه.. لقد علمني كل شيء" ... "وللعلم، لم يعرف عن أبى أي أداء خاطئ في المهنة، كذلك الأمر بالنسبة لي... لم أتردد في عملي ولا مرة واحدة من الخمس وعشرين مرة التي شنقت فيها".
ثم يدخل مولليك في التفاصيل: "جزء كبير يتوقف على وزن المشنوق، فكنا نملأ جوالا بالرمل، بنفس وزنه، ونجرب المشنقة ثلاث أو أربع مرات قبل شنق الرجل".
ويضيف "كذلك يتوقف الموضوع على كيفية تحضير حبل المشنقة، فهناك مواد معينة يجب أن تدهنه بتا كالصابون ونوع من الزبد. وبعد تركيب الحبل على المشنقة، تدلكه بموزة".
"وعندما يحضرون المحكوم عليه، يقوم اثنان من مساعدي بربط ساقيه ويديه والمحافظة على جسمه مستقيما، فقد يغمى عليه. وفى مجرد دقيقة واحدة أغطى وجهه، وانزل حبل الشنق على عنقه، وأنفذ العملية بمجرد أن يصرحوا لي بتنفيذها".
وبالطبع، هنالك الكثير من التفاصيل الأخرى لضمان "عملية شنق لا غبار عليها" يتطوع الجلاد-الشانق موليك بشرحها، ومن بينها كيفية التصرف بحيث يكون الموت سريعا ولكن دون أن يشعر المشنوق بألم.
والاستعدادات الروحية مهمة جدا أيضا، فيقول مولليك أنه يصلى للإله الهندي ناريان ويطلب المغفرة لنفسه وللمحكوم عليه بالشنق.
"كذلك يطلب ضابط السجن المغفرة، ثم أطلب أنا من المحكوم عليه أن يغفر لنا جميعا، فنحن نؤدي عملنا. واطلب من الإله أن يمنحه حياة جديدة كشخص صالح"، كما أضع الورد في المشنقة وأكرر رجاء الغفران، وأزكى على الفقراء".
ولدى نهاية روايته، يرقد الجلاد-الشانق المحترف مولليك على فراشه بجانب الحائط المغطى بعشرات من قصاصات الصحف التي كتبت عنه!.
سوجوى دهار
المصدر: آي بي إس
إضافة تعليق جديد