دمشق: منعطف جديد في العمليات العسكرية والجيش السوري يؤمّن طريق دوما ويقترب من الغوطة
العمليات العسكرية في محيط دمشق دخلت أخيرا في منعطف جديد مع تأمين الجيش طريقاً إلى دوما للمرة الأولى منذ ثلاث سنوات، في الوقت الذي يستمر التوسع على هذه الجبهة، عن طريق مطار مرج السلطان من جهة، وطريق حرستا من جهة أخرى.
هكذا وبعيداً عن مجريات الأحداث في مطار كويرس في حلب، والذي خطف الأضواء الإعلامية، تمكنت وحدات عسكرية من التسلل من جهة الطريق الدولي نحو منطقة مزارع الحجارية بعمق 300 متر إلى مدينة دوما، ليصبح الطريق مفتوحاً للمرة الأولى منذ ثلاث سنوات، بعدما تمكن المسلحون من السيطرة على الغوطة الشرقية بشكل كامل.
ويأتي ذلك، في وقت تتقدم القوات الحكومية لتصبح أقرب إلى جهة مطار مرج السلطان في الجهة المقابلة من الغوطة، ما يزيد الخناق على مقاتلي المنطقة التي تحدثت مصادر معارضة فيها عن اشتباكات بين «جند الملاحم» وبين «فيلق الرحمن» في الوقت الذي تمكنت فيه الوحدات العسكرية التابعة للجيش السوري من التقدم .
وبالرغم من عدم استعادة الطريق الدولي بشكل تام إلا أن السيطرة على عشرات الأبنية والتلال المطلة على الطريق لجهة حرستا سمحت بشكل كبير بالتوسع، وإن ببطء، ذلك أن الطرف المطل على المدينة الغوطانية لا يختلف عن دوما لجهة الأنفاق الكثيرة والدشم التي يتمركز فيها مقاتلو «جيش الإسلام» وباقي الفصائل المقاتلة .
ولكن هل هذا يعني أن مواجهة قريبة في قلب دوما قد حان موعدها؟
بعيداً عن الربط السياسي بين مجريات المعارك في الغوطة وحلب واقتراب موعد اجتماع فيينا الجمعة المقبل وما يستتبعه من لقاءات، فإن أسئلة تدور حول حقيقة المشهد الميداني في منطقة تعد إحدى أكثر النقاط سخونة في الحرب السورية.
فمن جهة، يعتبر تقدم الجيش نحو دوما، ومن جهة المرج وطريق حرستا، إشارة واضحة لبدء تضييق الخناق على المسلحين، وسط سيناريوهات عديدة تبدأ من حشرهم في أضيق مساحة، وتنتهي بمواجهة مفتوحة.
ومن جهة أخرى، لا يمكن القول إنها معركة تتم بين يوم وليلة، ذلك أن جميع الفصائل قد أنهكت من القتال باستثناء «جيش الإسلام» الذي يعد نفسه، بحسب مصادر المعارضة، لمواجهة صعبة وقاسية خاصة أنه اعتاد على خطوتين أساسيتين: الأولى الانسحاب السريع من المعارك، والثانية تخزين وشراء كميات كبيرة من السلاح من الواضح انها مجهزة لمعركة كبرى.
ولا يبدو الكلام عن حفر عشرات الأنفاق والدشم والتحصينات حول دوما وحرستا، ولاحقاً عربين وكفربطنا وحمورية، إلا ليصب في السياق ذاته، على الأقل لجهة تطويل المواجهة واستنزاف الطرف الآخر.
وبرغم كل القصف والعمليات العسكرية الأخيرة، وبعيداً عن ضجيج الإعلام المعارِض، لا يعتبر مقاتلو الفصائل في حالة تسمح لهم بالتراجع. ومع ان أحوال المدنيين تعتبر مأساوية، إلا أن الأمر لا ينسحب على المقاتلين الذين يتلقون رواتب عالية وتصلهم مستحقاتهم من المواد الغذائية التي تدخل وسط اتفاقات مسبقة بين بعض التجار و «جيش الإسلام» وباقي الفصائل، ناهيك عن كميات السلاح المخزنة التي يتكتم عليها إعلاميو المجموعات المسلحة. والأهم، أن لا مكان للتراجع أو الانسحاب، خاصة أن بوابة الغوطة نحو البادية من جهة العتيبة أصبحت في قبضة الجيش منذ سنتين بعد فشل هجوم المسلحين الأخير، كما أن التضييق من جهة المرج والغوطة الغربية يجعل المنفذ الوحيد هو التنقل عبر القلمون الشرقي، وهنا ستكون مواجهة أخرى بانتظارهم وهذه المرة مع تنظيم «داعش».
طارق العبد
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد