دعوة مصرية لنشر الحب بين الشعب والحكومة
فاجأت «اللجنة القومية للدفاع عن سجناء الرأي والحريات في مصر» المواطنين، بـ «بطاقة معايدة» في مناسبة عيد الحب، تدعو فيها إلى «الحب... بين الشعب والحكومة».
وذكرت اللجنة في «معايدتها» الرقيقة أن مصر لن تتقدم إلا إذا كانت العلاقة بين الشعب والحكومة قائمة على الحب. وهي العلاقة التي وصفتها بأنها غير قائمة على هذه المشاعر حالياً.
وبما أن أي علاقة حب تفسد بانتقاص الثقة بين الطرفين واعتبار أحدهما الآخر تابعاً له أو مضطراً للبقاء معه من منطلق القوة وليس بسبب مشاعر الود، فإن الحب بين المصريين وحكومتهم ليس استثناء.
فقد فسدت العلاقة بينهما - بحسب ما ارتأت اللجنة ومقررها الكاتب محمد عبدالقدوس - بسبب قانون الطوارئ تارة، والدور المتنامي للأمن تارة أخرى، وتزوير الانتخابات، والقيود المشددة المفروضة على الأحزاب السياسية، وتجميد عدد كبير من النقابات المهنية ومحاكمات المدنيين واحتواء المعتقلات على عدد كبير من سجناء الرأي وحزمة كبيرة من مفسدات «الحب» الأخرى.
وفي هذه المناسبة الرومانسية، أعلنت اللجنة أن فساد علاقة الحب في مصر أدى إلى «أضرار فادحة في البلاد والعباد».
وإذا كان المحبون والمحبات من المحتفين بهذه المناسبة يعطلون منذ أيام سير المرور في الكثيـــر من شوارع القاهرة الرئيســـة والفرعية الحافلة بمحال الهدايا والورود، فإن «اللجنة القوميــــة للدفاع عــن سجناء الرأي والحريات» لها باع طويل أيضـــاً في خبرة تعطيل المرور، مـن خلال الاعتصامات والتظاهرات الكثيرة التي تدعو إليها بين الحيـــن والآخر والتي تحفل بأعداد غفيرة من رجال الأمن ومكافحة الشغب «حباً» بالمحافظة على الأمن و «وداً» بقوانين الطوارئ.
وعلــى رغــــم خلـو مفكرة اللجنة اليــــوم من أي نشاطات مـــن هـــذا النوع، إلا أنهـــا لم تــــأل جهداً في بث حلمها بأن تكون مصر قدوة للجميع في «الديموقراطية».
أمينة خيري
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد