خطة كيري بإدامة الاحتلال: رفض فلسطيني رسمي
بالرغم من اصطدامه بالرفض الفلسطيني للوجود العسكري الإسرائيلي على الحدود الشرقية مع الأردن، حاول وزير الخارجية الأميركي جون كيري إظهار تفاؤله أمس، بإمكانية التوصل إلى اتفاق سلام في الشرق الأوسط، وفي المهلة الزمنية المحددة سابقاً.
وقبل مغادرته الأراضي المحتلة، أكد كيري إمكانية التوصل إلى اتفاق سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين بحلول نهاية شهر نيسان المقبل، كما كان مقرراً من قبل.
ونقلت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية على موقعها الإلكتروني، عن كيري قوله إنه «لا يزال من الممكن تحقيق سلام نهائي في الشرق الأوسط بين إسرائيل وفلسطين كما كان مقرراً في نهاية شهر نيسان المقبل»، مشيراً إلى أن إسرائيل ستفرج عن مزيد من السجناء الفلسطينيين في 29 كانون الأول الحالي، وهو ما سيشكل الدفعة الثالثة من أسرى ما قبل «معاهدة اوسلو» في العام 1993.
وأضاف كيري، في مؤتمر صحافي عقب لقاءين منفصلين مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الضفة الغربية، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس المحتلة، أنه «لم نتطرق إلى أي تغييرات في الموعد النهائي المقرر بشأن اتفاق السلام بين الجانبين»، لافتاً إلى أنه بعد الإفراج عن دفعة الأسرى، «سيتم الاتفاق حول عملية السلام».
وأعرب كيري عن أمله أن يتمكن من المساعدة في اتفاق سلام يوفق ما بين تطلعات إسرائيل إلى الأمن ورغبة الفلسطينيين بالسيادة، مؤكداً أن «الطرفين لا يزالان ملتزمين الوفاء بالتزاماتهما لمواصلة التفاوض بجدية خلال فترة التسعة أشهر التي حددت لذلك».
وأشار وزير الخارجية الأميركي إلى أن الخبير العسكري الأميركي الجنرال جون آلان، عرض خلال محادثات مع عباس خطة أمنية يمكن تطبيقها عقب التوصل إلى اتفاق سلام.
إلا أن مصدراً فلسطينياً أكد أن عباس رفض المقترحات الأميركية التي تنص على احتفاظ إسرائيل بوجود عسكري في الدولة الفلسطينية المستقبلية.
وقال المصدر إنه خلال لقاء عقد أمس الأول، في رام الله في الضفة الغربية، «رفض عباس الأفكار الأمنية» التي عرضها كيري، مؤكداً «رفض وجود الجيش الإسرائيلي على الحدود الشرقية مع الأردن».
وأوضح أن «عباس رفض الأفكار الأمنية لكيري في رسالة رسمية مكتوبة سلمها إلى الجانب الاميركي»، مضيفاً أن «الرسالة تتضمن الموقف الفلسطيني من رؤيته للحل وأولها رفض مطلق للاعتراف بإسرائيل دولة يهودية».
وتابع أن الرسالة تضمن «تأكيداً لرفض وجود الجيش الاسرائيلي على الحدود الشرقية مع الأردن وأن الجانب الفلسطيني متمسك بوجود طرف دولي ثالث وعدم وجود أي جندي إسرائيلي على الحدود حتى لو كان الحديث عن فترة انتقالية».
وتشير الرسالة إلى أن «الجانب الفلسطيني متمسك بالوثيقة التي قدمها المبعوث الأمني الأميركي السابق الجنرال جيمس جونز، والتي تتحدث عن وجود طرف دولي ثالث على هذه الحدود لفترة زمنية محددة».
وشدد عباس، بحسب المصدر، على «الموقف الفلسطيني الثابت من رؤيته للحل وهو إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة ومتصلة على حدود العام 1967 حسب القانون الدولي والشرعية الدولية، والقدس الشرقية عاصمة للدولة، وعدم وجود استيطان، وحل قضية اللاجئين وحل كل قضايا الوضع النهائي الأخرى، وهي المياه وإطلاق سراح كل الأسرى».
وأضاف المصدر أن كيري أكد مجدداً التزامه بحل ينص على قيام دولة فلسطينية، وأبدى استعداده للعودة إلى المنطقة الأسبوع المقبل.
ويطالب نتنياهو في حال إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح، بالحفاظ على انتشار عسكري إسرائيلي في غور الأردن، مستبعداً ترك مسؤولية الأمن في هذه المنطقة لقوة دولية كما وافق الفلسطينيون، أو لقوة فلسطينية - إسرائيلية مشتركة، وهو ما يرفضه الفلسطينيون رفضاً قاطعاً باعتباره استمراراً للاحتلال وانتقاصاً من سيادتهم.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد