خطة عمل سرية إسرائيلية لإحباط «استحقاق أيلول»
في إطار الجهود الإسرائيلية لعرقلة المشروع الفلسطيني لنيل اعتراف الأمم المتحدة بفلسطين دولة مستقلة في أيلول (سبتمبر) المقبل، يغادر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو إلى إيطاليا للقاء رئيس حكومتها سيلفيو بيرلسكوني في محاولة لإقناعه بمعارضة بلاده مشروع القرار.
وعلى رغم قناعة إسرائيل بأن الاقتراح الفلسطيني سينال غالبية ساحقة من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، كما كرر نتانياهو أول من أمس على مسامع ممثلي وسائل إعلام أميركية يزورون إسرائيل، فإن المساعي الإسرائيلية تبغي إقناع دول «لها مكانتها الدولية»، خصوصاً في أوروبا، بمعارضة القرار لتدّعي إسرائيل لاحقاً بأن القرار حظي بدعم دول «تدعم الفلسطينيين تلقائياً لكنها ليست ذات وزن» على الحلبة الدولية، وتضيفه إلى الادعاء بأن قرار الأمم المتحدة ليس ملزماً وليس أكثر من «صيغة إعلانية»، وأن القرار يكون ملزماً فقط في حال صدر عن مجلس الأمن. وكانت الولايات المتحدة طمأنت إسرائيل (وأبلغت الفلسطينيين بذلك) بأنها ستستخدم حق النقض (الفيتو) في حال طرح الموضوع على المجلس.
على صلة، تبيّن أمس أن وزارة الخارجية الإسرائيلية أبلغت الأسبوع الماضي سفاراتها في أنحاء العالم «خطة عمل» تهدف إلى محاولة منع الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية تحت عنوان «إجهاض الخطوة الفلسطينية المتوقعة في الأمم المتحدة – تعليمات للتحرك». وجاءت هذه التعليمات في برقيات قالت صحيفة «هآرتس» أنها وصفت بالسرية. وتقضي التعليمات أساساً بتجنيد أكبر عدد ممكن من الدول لمعارضة الاعتراف بفلسطين، وبإيصال رسالة إلى الحكومات المختلفة تقول إن إسرائيل ترى في هذا الاعتراف «نزعاً للشرعية عنها» وقضاء على فرص التفاوض في المستقبل.
واعتبرت التعليمات أيلول مصيرياً، وأبلغت الوزارة ممثليها الديبلوماسيين في إسرائيل وأرجاء العالم بإلغاء إجازاتهم وتشكيل «منتدى أيلول» في وزارة الخارجية برئاسة السفير السابق يعقوب هداس الذي سيتولى متابعة الملف الفلسطيني يومياً.
وطلب وكيل وزارة الخارجية من السفراء رفائيل باراك العمل على حشد أكبر عدد ممكن من الحكومات لمعارضة الدولة الفلسطينية من خلال الادعاء الرئيس بأن توجه الفلسطينيين الى الأمم المتحدة يتعارض والمبدأ القائل إن الطريق الوحيدة لحل الصراع هي عبر المفاوضات المباشرة. كما طُلب إلى السفراء الضغط على كبار المسؤولين في الدول التي يعملون فيها وحشد دعم الطائفة اليهودية هناك ومجموعات ضغط أخرى مثل منظمات غير حكومية ووسائل الإعلام ذات التأثير، لمعارضة الاقتراح الفلسطيني.
وقال مسؤول في الوزارة لصحيفة «هآرتس» إن التعليمات للسفراء تقضي بعدم التنازل مسبقاً عن أي دولة حتى إن سبق لها أن أعلنت دعمها إقامة الدولة الفلسطينية، و«يجب ممارسة الضغوط على صناع القرار فيها في محاولة لحضهم على الامتناع على الأقل».
المصدر: الحياة+ وكالات
إضافة تعليق جديد