حول زواج المسيار بين المجلسين
حضر اليوم الرئيس خميس وأعضاء حكومته، سوى وزير الدفاع، حيث استمرت جلستنا معهم تحت قبة مجلس الشعب خمس ساعات وتحدث 62 نائبا لم يمتدح حكومته أحد منهم سوى اثنين، خلافا لتعليمات حمودة الصباغ رئيس المجلس، الذي أعطى لكل نائب دقيقة واحدة في الكلام.. ومن باب المصارحة والمكاشفة قلت مايلي:
منذ الاستقلال حظينا بانقلابات سياسية عديدة ولكننا لم نحظ بانقلابات ثقافية أو اجتماعية لأن حكوماتنا كانت مشغولة بتعزيز سلطاتها أكثر مما هي مهتمة بتنوير رعاياها، في الوقت الذي كانت فيه حكومات الأعداء تتجسس علينا وتدرس سلوك مجتمعاتنا وردود أفعالنا بحيث أنها تمكنت من تصنيع حربنا واستخدامنا ضد بعضنا لنكتشف متأخرين أن بناء السلام الاجتماعي أكثر أهمية وضرورة من الاقتصاد والسياسة والدين...
السيد رئيس الحكومة عبر مقام الرئاسة
خلال عامين من عمر حكومتكم الموقرة نجحتم في عملية التطبيع مع مجلس الشعب حتى بات المجلس يستمع لكم أكثر مما تستمعون له، حيث يتكلم الوزير لساعات تحت القبة بينما يُسمح للنائب بالتكلم لدقيقة واحدة فقط ، حتى باتت العلاقة بين المجلسين أشبه بزواج المسيار مع تأكيد طغيان إرادة الحكومة على إرادة الزوج والأولاد ، وهذا مما لا يندرج تحت بند السلوك الديمقراطي بالتأكيد ، إذ تم تمرير كل مشاريع الضرائب الحكومية رغم احتجاج غالبية نوابنا عليها !؟
سيدي الرئيس
نعترف بجهود الحكومة ونشاطها اليومي الصاخب، حيث يلهث أعضاءها جاهدين في مواجهة تحديات الحرب ومعالجة تبعاتها على الدولة والمجتمع، غير أنها تبدو كرياضي يصرف حريراته فوق دراجة ثابتة في المكان بحيث أنه لا يصل إلى الهدف المطلوب وذلك بسبب غياب الإستراتيجية وترتيب الأولويات التي يجب أن يكون تنوير الأفراد في مقدمتها، كي لا نعيد تكرار حربنا هذه..
ننتظر دورا أكبر لمجلسنا في توجيه الحكومة وتعزيز عملها، وهذا الدور يرتبط بتطوير أداء مجلس الشعب الذي مازال يعيد إنتاج دوراته السابقة، بينما تتراجع شعبيته بين الناس الذين يمثلهم.. لهذا نطالب السيد رئيس المجلس ومكتبه بتخصيص جلسات برلمانية لتقويم أداء المجلس وتفعيله بحيث نرتقي إلى مستوى طموحات شعبنا، لأنكم إذا لم نكسبوا هذا الجمهور فإن هناك من يعمل جاهدا على استخدامه ضدكم..
وقد أجاب السيد رئيس الحكومة على كلامي ولم يجب، كما قاطعني الرئيس حمودة طالبا شطب جملة "زواج المسيار" من محضر الجلسة، ويمكنكم أن تتابعوا التفاصيل على صفحة مجلس الشعب إن رغبتم..
نبيل صالح
إضافة تعليق جديد