حلب: شوارع بلا حواجز والطاقة الشمسية لتشغيل إشارات المــــرور
في الوقت الذي تعاني فيه مدينة حلب من انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة، يبدو أنّ إشارات المرور في المدينة قد تجاوزت المعضلة، وستعود للعمل موصولة بخلايا الطاقة الشمسية، كما أزالت قيادة شرطة محافظة حلب المزيد من الحواجز في المدينة، وفتحت محاور طرقية حيوية كانت قد أغلقت قبل أكثر من سنتين، ما جعل حركة المرور تستعيد الكثير من حيويتها السابقة.
كذلك أصدرت «تعليمات مشددة للحواجز بحسن التعامل مع العابرين وعدم التفتيش بلا طائل، وسحب عناصر اللجان الشعبية واستبدال عناصر شرطة بهم»، وفق مصدر رفيع في قيادة شرطة المحافظة.
ساحة سعد الله الجابري التي أغلقت في وجه حركة السيارات في تشرين الأول 2012، إثر الهجوم الإرهابي الانتحاري المزدوج، الأضخم من نوعه، كانت أهم المحاور المرورية التي فُتحت. الخطوة وإن لم تُعِد الساحة إلى سابق عهدها اختصرت المسافة القريبة بين الحيّين المتجاورين، الجميلية والعزيزية، وأراحت السكان من الالتفاف نحو ثلاثة كيلومترات للانتقال بينهما. هذه الخطوات ترافقت مع قرار إعادة تشغيل الإشارات المرورية اعتماداً على خلايا الطاقة الشمسيّة. فحلب المحرومة من الكهرباء، معظم الوقت، ستضيء إشاراتها المرورية بالطاقة الشمسية، وسيكون للمتنقل في شوارعها أن يستعيد ذكريات الزمن الجميل بالوقوف فقط على إشارات المرور لا على حواجز التفتيش التي باتت رمزاً للأزمة والحياة الاستثنائية، رغم ما بذله المتطوعون والمتطوعات من جهد في المرحلة السابقة لطلاء الحواجز بألوان العلم السوري وتحسين مظهرها.
ومن ضمن خطّة تسهيل الحركة المرورية في المدينة، فُتح أهم شوارع حي السليمانية الذي شهد أقسى حالات الازدحام المروري في عامي 2013 - 2014. الخطوة التي وصفها المواطن جوزيف قرجاليان بأنها «أكبر من تسهيل المرور، فتح الشوارع يعني لنا عودة الأمان، وبدء انتهاء الأزمة». وقد أعقب فتح الشوارع البدء بتشغيل الإشارات الضوئية اعتماداً على الطاقة الشمسية، حيث جرّب اثنتين من العقد المرورية في تقاطعي الفرنسيسكان وجمعية الشرطة في الفرقان. وبشأن هذه الخطوة يقول مدير هندسة المرور في مجلس مدينة حلب، مازن جبل: «انتقلنا إلى تشغيل الإشارات المرورية اعتماداً على خلايا الطاقة الشمسية كحل نهائي لمشكلة الكهرباء».
ورش مجلس المدينة تواصل العمل لتجهيز اثنتي عشر عقدة مرورية في المدينة، كمرحلة أولى، بخلايا الشحن الشمسية، أهمها في ساحة الجامعة ومحيطها، والمحلق الشمالي والعزيزية والسليمانية، وفق مدير هندسة المرور، الذي اعتبر أن «الاتجاه العام هو لإزالة أكبر نسبة ممكنة من الحواجز، وفتح جميع المحاور الطرقية لتعود حركة السير إلى طبيعتها». وبموجب التعديلات الأخيرة بات من الممكن المرور من ساحة الجامعة عبر دوار «عمر أبو ريشة» باتجاه سوق الإنتاج عبر دوار «المحافظة» الذي يطل عليه قصر المحافظة، وفرع أمن، وبالاتجاه المقابل يمكن الوصول من سوق الإنتاج إلى القنصلية الروسية.
باسل ديوب
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد