حساسية أزهار الربيع تتضاعف كل عام
أكدت دراسة حديثة أعدها المركز الطبي بالعاصمة التشيكية براغ أن عدوانية الحساسية من أزهار الربيع تتضاعف كل عام وتصيب أعدادا جديدة من الناس لا تربطهم بها أية علاقة وراثية، الأمر الذي يدفعهم لتلقي العلاج الذي يخفف عنهم حدتها دون القضاء عليها كليا.
وتكشف الدراسة التي اعتمدت على نتائج فحص الآلاف من المصابين بهذا النوع من الحساسية أن تأثيرها على البشر يزداد عدوانية، ويعقد حياتهم خاصة لدى كبار السن.
وعلى سبيل المثال 80% ممن يعانون أنواعا ولو كانت خفيفة من الربو يصابون بنوع يشابه الرشح طيلة فترة الربيع وحتى أن قسما منهم يعاني طيلة الصيف أيضا من هذا الرشح الذي يكون عادة على شكل سيلان بالأنف وانسداده ليلا بالإضافة إلى احمرار العينين، وعدم المقدرة على أكل بعض الفاكهة مثل التفاح والدراق.
رئيس قسم معالجة أمراض الحساسية في براغ والمشرف على الدراسة د. وليام ماسنيير قال إن الحساسية هي بشكل عام حالة ترتبط بخلل أو يتأثر صاحبها بمواد معينة مثل الغذاء أو الدواء أو البيئة، عندها يستجيب الجهاز المناعي لدى الشخص بشكل وهمي لهذه العوامل.
وفي بعض الحالات لا تحتاج إلى دواء أو علاج وتختفي مع الابتعاد عن المسببات، ولكن الدراسة الجديدة تناقش حالة اسمها التحسس الربيعي الذي يزداد عدوانية كل عام الأمر الذي يجبر المصابين به بالخضوع للعلاج.
وعادة تكون الأسباب مختلفة لكن غبار الطلع الربيعي يُعد المؤثر الرئيس بالإضافة إلى بعض المؤثرات الأخرى مثل بعض الأنواع من الأشجار والأتربة وتلوث الجو، الأمر الذي يتفاعل معه الجهاز المناعي ليقوم الجسم بفرز مادة تسمى هستامين هي التي تسبب ظهور أعراض التحسس الربيعي بالأنف والعيون.
وعادة ما يلجأ الجسم إلى التخلص من الأجسام الغريبة التي تدخل إليه لذالك تزداد عملية فرز المواد المخاطية المغلفة للممرات الهوائية التنفسية من أجل التخلص من مادة الهستامين الكيميائية التي تحدث تخدشات مزعجة، وبالتالي يبدأ المصاب بالشعور بحكة العينين ويصبح محبطا ومنزعجا طيلة فصل الربيع.
ويلعب التلوث البيئي الدور الرئيسي في زيادة وارتفاع عدوانية هذا النوع من الحساسية، خاصة وأن اكثر المصابين الجدد يسكنون العاصمة والمدن الصناعية.
ويشير د. ماسنيير إلى أنه من أجل تقديم العلاج يجب إجراء فحص كامل للمصاب لتحديد أنواع المؤثرات التي تسبب له الحساسية.
وهنا على سبيل المثال يتم وضع نقطة واحدة بشكل سائل مأخوذ من بعض الأشجار والزهور التي تسبب الحساسية على يد المصاب، ويتم وخز المكان بإبرة. وهنا الوخزة تكون بسيطة جدا على أن يترك المريض فترة عشرين دقيقة ليظهر بعدها تورم يشابه لسعة البعوض تظهر على بعض النقاط وتكون تحديدا النوع المؤثر والمسبب للحساسية.
ويتم أيضا إجراء الفحوصات على جهاز السعال والتنفس لقياس كمية مادة الهستامين بالإضافة إلى فحص دم المريض. ويوجد أنواع من الأدوية التي أثبتت فعاليتها وبشكل مباشر في الحد من الهستامين وهو إيرهوس 5 ملغ، وهو عبارة عن حبوب تعطى للمريض لمدة طويلة وتكفي واحدة لكل يوم على أن يتابع تناول هذه الحبوب حتى ولو زالت أعراض الحساسية.
أسامة عباس
المصدر: الجزيرة نت
إضافة تعليق جديد