جورجيا تتكبد خسائر فادحة وتشتكي روسيا للجنائية الدولية
تكبد الجيش الجورجي خسائر فادحة في صفوفه في المعارك التي خاضها أمام القوات الروسية، وقال الأمين العام لمجلس الأمن في جورجيا ألكسندر لومايا إن القوة العسكرية الروسية "الساحقة" دمرت جزءا كبيرا من المعدات والأسلحة الجورجية، خاصة تدمير ثلاث سفن لخفر السواحل اليوم في مرفأ بوتي على البحر الأسود.
ولكن لومايا رغم ذلك أشار إلى أن تبليسي تمكنت من الحفاظ على عصب جيشها ونجحت في إعادة تجميع صفوفه قرب العاصمة لحمايتها.
وقدر عدد الجنود الروس الموجودين على الأراضي الجورجية بنحو 12 ألفا على الأقل وألف دبابة وآلية. وندد بما وصفها التجاوزات الروسية في المناطق القريبة من أوسيتيا الجنوبية حيث يتعرض السكان "للاستجوابات والضرب والقتل".
واتهم المسؤول الجورجي روسيا مجددا بمواصلة القصف الذي قال إنه أسفر الثلاثاء عن سقوط 14 قتيلا على الأقل بين المدنيين.
وقد قتل مصور تلفزيوني هولندي إلى جانب أربعة مدنيين في سلسلة انفجارات لم يعرف مصدرها في مدينة غوري الجورجية. وذكرت مصادر إعلامية داخل المدنية أن مراسلا لإحدى القنوات التلفزيونية يحمل هو الآخر الجنسية الهولندية جرح في هذه الهجمات.
وقد نفت القوات الروسية أنها هاجمت مدينة غوري، أو توغلت في أي منطقة أخرى خارج أوسيتيا الجنوبية، بينما رجحت المصادر أن تكون الانفجارات ناجمة عن قذائف مدفعية لم يعرف مصدرها.
ولمواجهة الدمار الذي تعرضت له القوات الجورجية طلبت تبليسي من حلف شمال الأطلسي (الناتو) "مساعدة عسكرية" خاصة استبدال نظام راداراتها الذي دمرته القوات الروسية.
وعقب اجتماع لسفراء الناتو مع سفير جورجيا لديه ريفاز أشدزه قال الأمين العام للحلف ياب دي هوب شيفر في مؤتمر صحفي إن تعهد قادة الحلف في قمتهم في بوخارست هذا العام بأن تصبح جورجيا يوما ما عضوا في الحلف ما زال أمرا قائما.
على صعيد ميداني آخر أكدت قيادة الجيش الجورجي ليوم انسحاب قواتها من منطقة ممرات كودوري في أبخازيا الانفصالية بعد قتال عنيف مع القوات الأبخازية.
وكانت القوات الأبخازية أعلنت سيطرتها على معظم منطقة وادي كودوري، بعد أن كبدت القوات الجورجية خسائر فادحة،
وقالت القوات الأبخازية إنها تحاصر مئات الجنود الجورجيين بالمنطقة، ونقل المراسل عن مصادر في هذه القوات أنها ستعلن اليوم نهاية عملياتها العسكرية.
من جهة أخرى أعلنت المفوضية العليا للاجئين التابعين للأمم المتحدة أن ما لا يقل عن مائة ألف شخص نزحوا جراء المعارك بين روسيا وجورجيا.
ووفقا للأرقام التي حصلت عليها المنظمة فإن نحو ثلاثين ألف شخص هربوا من أوسيتيا الجنوبية إلى أوسيتيا الشمالية، بينما نزح أكثر من 12 ألف آخرين داخل المنطقة الانفصالية الجورجية، كما فر 56 ألفا آخرون من مدينة غوري.
وإزاء التطورات على الأرض أعلنت الحكومة الجورجية أنها قدمت للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي الثلاثاء شكوى ضد روسيا بتهمة التطهير العرقي على "الأراضي الجورجية ذات السيادة في الفترة ما بين عام 1993 وعام 2008".
وقال بيان للحكومة في تبليسي إن تلك الفترة تشمل منذ بداية عمليات القوات الروسية على الأراضي الجورجية ضمن عمليات حفظ سلام في بداية التسعينات في أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا.
من جانبه كشف المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية مورينو أوكامبو أن المحكمة تلقت مذكرة من تبليسي بشأن الأزمة، وأوضح أن فتح تحقيق أولي في الأحداث أمر قائم.
وعلى الجانب الروسي أعلن النائب العام في موسكو يوري تشايكا أن القضاء الروسي سيجمع من سكان أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا شكاواهم بشأن حصول جرائم حرب بحقهم ارتكبها مسؤولون جورجيون لإرسالها إلى الجنائية الدولية.
وأوضح أنه سيتم إنشاء وحدة قضائية روسية خاصة تكلف بمساعدة سكان أوسيتيا الجنوبية على تقديم شكاواهم بشأن جرائم الحرب التي حصلت حسب ما نقلت وكالة إنترفاكس.
المصدر: وكالات
إقرأ أيضاً:
إضافة تعليق جديد