ثعالب تعتني بطفل لساعات في طرطوس

قصد السيد محمد سلمان خلال إجازته القصيرة قريته الديرون التابعة لمنطقة الشيخ بدر بهدف التمتع بطبيعتها الخلابة، وما كانت رحلة للاستجمام، كادت أن تتحول الى مأساة، لكنها انتهت والحمد لله بقصة مدهشة، بدأت تفاصيلها الغريبة مع ساعات المساء الاولى، عندما كان الطفل زكريا محمد سلمان- وله من العمر عامان ونصف- يلهو على الشرفة الواسعة لبيت جده ، البعيد عن باقي بيوت القرية، والمطل على مساحات شاسعة من الاحراش والغابات المكتظة بالوحوش الكاسرة، وما هي إلا فترة قصيرة حتى اكتشف ذوو الطفل تغيبه عن المنزل، بحثوا عنه مطولاً دون أن يجدوا له أثراً، عندها أدركوا أنه قد ضل طريقه داخل أحد الاحراش، وفيما توجه عدد من شبان القرية لتبليغ شرطة الشيخ بدر على أمل المساعدة، رفع جد الطفل- وهو شيخ جليل- يديه، وبدأ بتلاوة آيات من الذكر الحكيم سائلاً متضرعاً لله تعالى أن يحفظ حفيده من الحيوانات المفترسة، وبمساعدة عناصر الشرطة تطوع أهل القرية وبعض أهالي القرى المجاورة للبحث عن الطفل المفقود على أضواء المصابيح بعد أن اشتد الليل، وبعد ساعات من البحث المضني، وكانت الساعة قد قاربت الحادية عشرة ليلاً، انتبه أحد الشبان لصوت يخرج من حرش عاص أشبه ما يكون بمناغاة طفل صغير، وهنا وقعت المفاجأة التي أذهلت الجميع حين وجدوا الطفل جالساً في أحد التجاويف الصخرية تحيط به مجموعة من حيوانات ابن أوى البرية التي يفوق حجمها حجم كلب كبير، دون أن تمسه بأذى، فيما يقوم الطفل بمداعبة أحدها، وقد تمكن بعض الشبان من تصوير هذا المشهد الفريد على أجهزتهم الخلوية، قبل أن تلوذ الوحوش بالفرار على أصوات العيارات النارية، فانكب والد الطفل على طفله معانقاً ومعايناً، ولكن الأمور سارت على خير ما يرام وعاد أهل القرية ومعهم الطفل وسط فرحة غامرة، فيما بدأت الالسن تتناقل تفاصيل هذه القصة الغريبة التي أثارت دهشة الجميع.

وبيل صبيح

المصدر: البعث