تنكر جنود الاحتلال بزي صحفيين

11-10-2009

تنكر جنود الاحتلال بزي صحفيين

أثارت إفادات شهود عيان بتنكر جنود الاحتلال الإسرائيلي بزي الصحفيين أثناء تصديهم لمتظاهرين فلسطينيين في مدينة القدس الجمعة غضب واحتجاج مؤسسات رسمية وأهلية فلسطينية.
 واعتبر مختصون وصحفيون في أحاديث منفصلة هذا التنكر "جريمة حرب"، مطالبين بإجراء تحقيق بشأن استغلال الصحفيين، وتخفي جيش الاحتلال في صورة مسعفين في القدس قبل أيام.
 وسبق أن تعددت أشكال تنكر القوات الخاصة (المستعربين) من جيش الاحتلال في حربهم ضد الفلسطينيين، فقد استخدموا سيارات النقل العام الصفراء، وسيارات خصوصية تحمل لوحات تسجيل فلسطينية، أو سيارات لبيع البضائع لقتل أو اعتقال الفلسطينيين.
ونقل رئيس لجنة المصورين الصحفيين الفلسطينيين عوض عوض عن شهود عيان قولهم إن قوات من المستعربين متنكرة بزي مصورين صحفيين اخترقت المتظاهرين في حي رأس العامود بمدينة القدس يومي الخميس والجمعة الماضيين واعتقلت عددا من المتظاهرين.

ولم يؤكد عوض في حديثه عدد المستعربين، لكنه قال إن ثلاثة منهم على الأقل كانوا يحملون كاميرات تصوير، وفقا لما نقله عن أحد شهود العيان تمكن من تصويرهم بهاتفه النقال دون أن يتأكد من ذلك.
 ووصف ما جرى بأنه "خطر كبير، ويعرض الصحفيين للتشكيك من قبل الناس" وأوضح أنه تم الاتصال بالاتحاد الدولي للصحفيين لكي يقوم بدوره بالاحتجاج لدى مندوب إسرائيل في الاتحاد.
 وكشف عن اعتزام الصحفيين تنظيم مظاهرة احتجاج أمام مركز للشرطة الإسرائيلية في شارع صلاح الدين لما قام به المستعربون، غير مستبعد التوجه للقضاء إذا توفر تسجيل يثبت القضية.
 بدوره أكد مدير المركز الإعلامي الحكومي غسان الخطيب أن إسرائيل لجأت في الأحداث الأخيرة في القدس وفي تجارب سابقة إلى أساليب "غير قانونية وغير أخلاقية بما فيها التخفي على شكل صحافة أو على أشكال أخرى".
 وحذر من عواقب هذه المخالفة التي من شأنها "تعريض هذه المهنة الإنسانية للخطر"، مشددا على ضرورة تحرك الجهات ذات الصلة كالاتحادات الصحفية للتحقيق في هذه القضايا وفحصها والاحتجاج على إسرائيل لضمان عدم تكرارها".
 وأكد أن التجارب مع الاحتلال أثبتت لجوءه للعمل بشكل متخف "ومنها الشبهات حول استخدام بعض رجال الأمن قبل أسبوعين لألبسة الصحفيين للإيحاء بأنهم من الهلال أو الصليب الأحمر"، وشدد على ضرورة التحقق من ذلك "لمتابعته".
من جهته يؤكد مدير مؤسسة الحق في رام الله شعوان جبارين أن القانون الدولي الإنساني يعد الغدر مخالفة جسيمة، أي جريمة حرب، حتى في الحروب وبين أناس متحاربين. وتساءل "كيف إذا استخدمت هذه الوسيلة مع المدنيين؟".
 وقال جبارين إن استخدام الصحافة بهذا الشكل يعرض حياة الصحفيين للخطر، والإسرائيليون بإقدامهم على هذا العمل "يرتكبون جرائم"، وأوضح أن اعتبار الاحتلال للقدس منطقة إسرائيلية وادعاءه بتنفيذ عمل البوليس فيها "لا يغير شيئا من حقيقة كونها أرضا محتلة تنطبق عليها اتفاقية جنيف الرابعة".
 وقال إن الوحدات الخاصة "المستعربين" كانت ولا تزال تعمل في الأراضي المحتلة وتقوم بأعمال تؤدي للقتل وتقوم بالقتل أو الاعتقال من خلال التخفي وتقمص شخصيات مدنية كبائع الخضار وغيره، "وهذه جريمة وجزء من جرائم الحرب".

بدوره عبر المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية "مدى" عن إدانته لتخفي المستعربين بزي الصحفيين، معتبرا ذلك "مخالفة لكل المواثيق والأعراف الدولية الخاصة بعمل الصحفيين، وتشكل خطورة على عملهم".
 وحذر المنسق العام للمركز موسى ريماوي من عواقب هذا التنكر "لما له من أضرار على أمن الصحفيين وسلامتهم، واضطرارهم للاكتفاء بالحد الأدنى من العمل الصحفي".

عوض الرجوب

المصدر: الجزيرة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...