تلوث فوسفاتي خطير في ميناء طرطوس
لا تقتصر مشاكل الفوسفات في مرفأ طرطوس على التلوث البيئي الذي يعاني منه العاملون ضمن المرفأ وسكان مدينة طرطوس بشكل كبير وخطير انما تتعداه لخسائر مالية واقتصادية يتعرض لها مرفأ طرطوس.
فنتيجة لتطاير غبار الفوسفات اثناء التصدير اليومي وسقوط قسم منه في مياه البحر حصلت ترسبات في حوض المرفأ ما ادى الى انخفاض عمق مياه الحوض من 11 مترا الى تسعة امتار وتعزيل هذه الترسبات الضخمة يكلف المرفأ مبالغ مالية كبيرة وفي حال عدم تعزيلها كل بقعة سنوات تصل الى مرحلة يتعذر فيها ترصيف البواخر ذات الحمولات الكبيرة وبالتالي ارتفاع اجور النقل وانخفاض المردود للدولة جراء التصدير .
واضافة لما ذكر اعلاه هناك ضعف كبير في الانتفاع من الرصيف مقارنة بطاقته التصميمية البالغة 6 مليون طن علما ان المسافة المخصصة لرصيف الفوسفات تبلغ 23567 مترا مربعا ضمن المرفأ وللتدليل على ضعف الانتفاع من رصيف الفوسفات نشير الى كمية الفوسفات المصدرة كانت 1,042,000 طن عام 2000 اي بنسبة 17% من الطاقة التصميمية للرصيف و1,072,000 طن عام 2002 بنسبة 18% وعام 2003 /1,005,000/ طن اي بنسبة 17% وعام 2004 /1,25,000/ طن بنسبة 20% وعام 2005 /1,770,000/ طن اي بنسبة 30%.
كما تؤكد ادارة المرفأ ان هناك ضعفا كبيرا في الايرادات المحققة للمرفأ من المديرية العامة للفوسفات حيث انها لا تتناسب مع مساحة المكان المخصص للفوسفات مع الرصيفين ولا مع التكاليف التي تدفعها للتعديل او التنظيف ..الخ.
وتضيف ان وجود القطارات المحملة بالفوسفات والتي تخترق المرفأ لتصل الى رصيف الفوسفات تشكل عائقا استثماريا حيث يجري كل قطار خلفه عدة مقطورات ويقوم بقطع الطريق الرئيسي في المرفأ ويعطل حركة الآليات في كل مرة والوقت يتراوح بين 5-15 دقيقة في كل مرحلة والتي يبلغ عددها يوميا بحدود 8 رحلات.
ونتيجة الغبار المتطاير من عربات القطار والشاحنات اثناء النقل ومن السيور الناقلة اثناء التصدير من الاقماح بات المرفأ بكافة ارجائه يعاني معاناة حقيقية من تطاير الغبار وهذا الغبار يؤثر سلبا على الاليات والتجهيزات والمباني والانشاءات والتجمعات السكنية والاحياء المجاورة كما يؤثر على صحة العاملين في الشركة حيث تؤكد الاحصائيات انه خلال عام تضاعف عدد المصابين بالامراض الصدرية (سل رئوي- التهابات صدرية مزمنة -سرطانات) نتيجة استنشاق الهواء المحمل بدخان الفوسفات.
هذا الواقع بكل شؤونه وشجونه يفترض ان يناقش اليوم الخميس خلال الزيارة الميدانية التي سيقوم بها الى مرفأ طرطوس كل من السيد وزير النقل ووزير النفط والتي تأتي على خلفية المذكرة المرفوعة من شركة مرفأ طرطوس بهذا الخصوص وما نأمله ان يتم التوصل الى حلول جذرية لهذه المشكلة المزمنة ذات الاثار البيئية والاقتصادية السيئة.
المصدر: الثورة
إضافة تعليق جديد