تقدم في علاج الباركنسون جينياً
أكد تقرير أعدته مجموعة من الأطباء الأمريكيين العاملين على علاج جيني جديد لمرض الشلل الرعاش "باركنسون،" أن الاختبارات الأولية التي تمّت على مجموعة من المرضى تكللت بالنجاح، وقد بدأت إشارات التحسن المبدئي تظهر على بعضهم بعد العملية الجراحية التي أجريت في أدمغتهم.
وكشف الأطباء في تقرير قدموه الاثنين إلى مؤتمر العلاج الجيني في الولايات المتحدة عزمهم إطلاق دراسة موثقة جديدة لمعرفة النتائج الحقيقية للعملية التي أجريت على 12 مريضاً حتى الآن، داعين إلى عدم التسرع في الاستنتاجات.
ويعتمد العلاج الجديد على محاولة إعادة إحياء خلايا الدماغ العصبية عبر إنعاشها ببروتينات النمو الخاصة من خلال الحقن المباشر للجينات، ويتطلب ذلك إجراء جراحة معقدة في الجمجمة التي يتم ثقبها للوصول إلى أجزاء الدماغ المطلوبة.
وفي حال ثبت نجاح العلاج فإنه سيشكل بارقة أمل كبيرة لملايين مرضى الباركنسون حول العالم، علماً أن الولايات المتحدة وحدها تضم 1.5 مليوناً منهم وفقاً للأسوشيتد برس.
ويتسبب الباركنسون في القضاء على الخلايا الدماغية المنتجة لمركبّ الـ"دوبامين" الكيميائي، الحيوي لبقاء الوسائط العصبية التي تتحكم بحركة العضلات.
ويتسبب ذلك بفقدان المريض السيطرة على أطرافه العضلية ووقوعه فريسة الارتعاش بشكل متواصل، أو الشعور بتجمد الأطراف.
وتهدف الأدوية التقليدية للمرض إلى التخفيف من حدة ظاهرة الارتعاش، دون أن تفلح في وقف التدهور المتواصل في الحالة العصبية للمريض.
فيما يقوم العلاج الجديد على مقاربة جينية للمرض من خلال حقن فيروس يحمل جيناً يساعد في إنتاج البروتينات اللازمة لنمو الخلايا العصبية من جديد.
وفي هذا السياق، أكد التقرير أن العملية لم تترك أي أثر جانبي سلبي على المرضى، الذين تمكن تسعة من أصل 12 منهم من تحقيق تحسن في السيطرة على حركة الأطراف بنسبة 38 في المائة، بعد عام على تلقيهم العلاج.
وطلب الفريق الطبي في تقريره عدم التسرع في الحكم على نجاح العملية الجديدة من خلال النتائج الحالية، مؤكداً عزمه على توسيع المرحلة الثانية من الاختبار لتشمل 56 مريضاً.
يذكر أن تقريراً سابقاً لمنظمة الصحة العالمية WHO كان قد أكد أن ما يزيد على مليار شخص حول العالم، يعانون من مختلف أعراض الاضطرابات العصبية، بغض النظر عن العمر أو الجنس أو المستوى التعليمي أو الدخل.
وجاء في تقرير أصدرته المنظمة الأسبوع الماضي أن هذه الاضطرابات تتنوع من الصرع إلى الزهايمر، ومن السكتة الدماغية إلى الصداع، كما تشمل حالات العدوى العصبية، والتصلب المتعدد، والشلل الرعاش.
المصدر: CNN
إضافة تعليق جديد