تسريحة الشعر دليل على الهوية
لتسريحة شعر الرأس دور مهم في كل الثقافات وبرغم اختلاف التقاليد الخاصة بهذا الفن من بلد إلى آخر، إلا أن الخبراء يؤكدون أن أحدث صيحات تسريحات الشعر تتميّز بجمعها لعناصر عدة من ثقافات مختلفة.
فن تسريح الشعر في اليابان
يحمل الشعر في اليابان معاني كثيرة ويعتبر شيئاً حياً. ففي الماضي مثلاً كان ينظر إليه كوسيلة لتحقيق الأمنيات، عبر قص خصلة منه ووضعها في الكنيسة، بحسب ما يوضح مصفف الشعرالياباني تاكا كو بو، وهو صاحب صالون «موديس هير» في مدينة ديسلدورف الألمانية.
وبالرغم من أن «موديس هير» سلسلة فرنسية الأصل، إلا أن تاكا تمسك بتقاليد تسريحات الشعر اليابانية. وهو الذي اكتشف ولعه بفن تصفيف الشعر صدفة. فتاكا ولد في البرازيل، وعندما بلغ الـ15 من عمره انتقل إلى اليابان، لاحتراف كرة القدم، إلا أن إصابته حالت دون تحقيق حلمه في أن يصبح لاعباً محترفاً، ليحصل على عمل في أحد صالونات الحلاقة، وتقوده مهنته مرة أخرى إلى عالم كرة القدم للمحترفين. فتاكا هو مصفف الشعر الخاص بفريق «مانشستر يونياتيد» أو فريق «نورنبورغ».
الثقافات وتسريحات الشعر
ولكن لماذا تبدأ الجاذبية من الشعر؟ يستكشف مؤرخ الفن كريستيان يان إيكه عروض تسريحات الشعر من منظور الدراسات الثقافية.
وفي معظم الثقافات يعتبر الشعر الطويل رمزاً معيناً، بحسب يان إيكه. فمنذ أكثر من 20 عاماً يقوم الصالون الإفريقي «زيبلرا تروبيكا» في مدينة كولونيا بتطويل الشعر وفقاً لتقليد في غرب إفريقيا يعتمد على تقنية تجديل الشعر، ما يساعد على معالجة النوع المجعّد والجاف، بحسب ما تؤكد مصففة الشعر بابايانكا أدوها.
وتعتمد بابايانكا تقنية تجديل الشعر أيضاً لتطويل الشعر الضعيف. وفي البداية عملت بابايانكا كمراسلة للغة الأجنبية في السفارة الغانية إلى ألمانيا، ولكن نجاحها في تصفيف شعر الكثير من زميلاتها دفعها إلى افتتاح صالون إفريقي لتصفيف الشعر في كولونيا.
وتتميّز كل ثقاقة بأنماط مختلفة من تسريحات الشعر، إلا أن ذلك تغير كثيراً، بحسب يان إيكه، حيث أنه «حالياً نرى تسريحات شعر كثيرة تجمع بين عناصر مختلفة من قصات الشعر التقليدية معاً».
وتحظى زيارة صالون الحلاقة بأهمية كبيرة لدى الرجال أيضاً، لقص شعرهم وحلاقة لحيتهم. فمن مهنة تصفيف الشعر تطوّرت مهنة حلاقة اللحية. وهو ما يقوم به عدنان أوتوكان، الذي يدير صالون «مانس ورلد» في كولونيا. وبالرغم من أن مصففي الشعر الألمان يعتمدون الآلة الكهربائية في الحلاقة، إلا أن عدنان مازال يستخدم الشفرة، مبرراً ذلك بقوله «ورثت هذه المهنة عن والدي».
وقد نجح بعض مصففي الشعر مثل تاكا وبابا وعدنان في نقل فن تصفيف الشعر الخاص بثقافتهم إلى ألمانيا، إلا أنه لا يمكنهم الاحتفاظ بهذه الأعمال الفنية بشكل دائم، فشعر الرأس ينمو يومياً 0.5 ميلمتر ما يجعل تسريحات الشعر تتغير باستمرار لتعود إلى طبيعتها ثانية، بحسب يان ايكه. وهو يرى أن فنون تصفيف الشعر أمر ثانوي وأن اختيار المرء لمصفف شعر بعينه لا يعود إلى تسريحاته المميزة، بل لأنه أفضل مَن يفهم الطبيعة الخاصة لرؤوسهم.
(عن «دويتشه فيلله»)
إضافة تعليق جديد