تتبدّل الجينات فتصبح النباتات دواء
تُبدّل النباتات جيناتها، فتصبح مصنعاً للأدوية. بالأحرى، هذا ما تعد به مجموعة من العلماء في «معهد ماساشوستس للتقنية». إذاً، لنعدّل القول قليلاً. لنقل أن العلماء يُبدّلون جينات النباتات ويدخلون تعديلات عليها بالوسائل التي تتيحها لهم علوم الوراثة والجينات الحديثة، فيصبح من المستطاع استخدام تلك النباتات في صنع أدوية لمجموعة من الأمراض. ولأزمنة مديدة، استعمل البشر النباتات علاجاً لأمراض وعوارض متنوّعة، إضافة إلى كونها مصدراً رئيسياً للغذاء الذي هو العماد الأساسي للصحة.
وأخيراً، قادت البروفسورة سارة أوكونور، من «معهد ماساشوستس للتقنية» فريقاً علمياً متخصّصاً، في سلسلة من التجارب المتطوّرة التي تهدف لإحداث تغييرات في المواد الكيماوية التي تتضمنها النباتات الطبيعية، بحيث تصبح مواد شافية من مجموعة من الأمراض.
وركّز هذا الفريق جهوده على تعديل جينات النباتات، لتصبح المواد الكيماوية فيها مُشابهة لتركيب مضادات الحيوية. والمفارقة أن أول المضادات الحيوية في التاريخ، وهو البنسلين، جاء من النباتات لأنه استُخرج من الطحالب التي تنمو على الخبر المُهمل. هل يبدو الأمر وكأنه عود على بدء اكتشافات الطب في مضادات الحيوية؟
أياً كانت الإجابة، فقد تجاوز الفريق مسألة مضادات الحيوية التي تستخدم في شفاء عدد كبير من الإلتهابات المتصلة بالأمراض البكتيرية، ساعياً إلى تسخير النباتات في صنع دواء يشفي من السرطان! وعملوا على تحويل أحد أنواع الزهور الى مصنع لمادة «فينبلاستين» Vinblastine التي تستعمل في علاج أحد الأورام الخبيثة في الجهاز اللمفاوي.
ولاحظ الفريق ان إدخال هذا الدواء إلى أجسام المصابين بسرطان في الجهاز اللمفاوي، يؤدي الى نتائج أكثر إيجابية من تناول المادة نفسها على هيئة دواء. واستنتج أن النبات الذي يصبح دواءً يتفاعل بطريقة أكثر قوة مع جسم الإنسان، بما فيه الأنسجة السرطانية والمريضة، كما يبقى في الجسد لفترة أطول من الأدوية العادية، ما يتيح له فعالية أشد منها. للحصول على المزيد من المعلومات، من المستطاع الرجوع الى موقع «معهد ماساشوستس للتقنية» web.mit.edu.
أحمد مغربي
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد