بعثٌ جديد لمعركة إدلب... والفصائل تتقدّم في اليرموك
لا تشي معطيات معركة مدينة إدلب، التي راهن «تنظيم القاعدة في بلاد الشام ــ جبهة النصرة» وحلفائه على الثبات فيها، بقدرة تلك التنظيمات على الاستمرار طويلاً، أو ترسيخ معادلة قريبة من «معادلة الرقة» التي سيطر عليها مسلحو المعارضة في آذار 2013، قبل أن تصبح «ولاية» في «دولة داعش».
فبعد مرور أسبوعين على دخول مدينة إدلب، يواجه «تنظيم القاعدة» وحلفاؤه، منذ فجر أمس، رداً عملياتياً واسعاً بدأه الجيش السوري، أولاً باستهداف مكثف لتجمعات وتحركات المعارضة المسلحة في عددٍ من القرى المحيطة بالمدينة، قبل أن تنجح وحداته في التقدم من منطقة معمل القرميد باتجاه بلدة قميناس (جنوب المدينة)، ما يمهِّد الطريق أمام الجيش للتوغل في المدينة انطلاقاً من جزئها الجنوبي. وبالتزامن كان سلاح الجو قد كثَّف من غاراته الجوية، التي قدرتها مصادر محلية بأكثر من 70 غارة، لا سيما في بنش وكفر تخاريم وكفر حايا، التي كان لها النصيب الأوفر من الاستهدافات، ما أدى، خلال الساعات الأولى للهجوم، إلى سقوط أكثر من 26 مسلحاً فضلاً عن عشرات الجرحى.
وحدات الجيش كانت قد تلقت أوامر بالتحرك على ثلاثة مسارات؛ مدفعي: أوكلت مهمته إلى قوات المدفعية المرابطة في الجهة الشمالية لجبل الأربعين، وتتمثل وظيفته في استهداف تحركات المسلحين الأقرب، وقطع طرق الإمداد و«خطوط العودة» بشكلٍ نهائي. وجوي: جرى خلاله ضرب الخزانات التسليحية للمعارضة المسلحة في المحيط الأقرب إلى إدلب المدينة. وبري: اعتمد على تغطية نارية جوية ومدفعية للتقدم نحو المدينة، انطلاقاً من كورنيش إدلب وبلدة قميناس. وقالت مصادر عسكرية سورية، إن «الجيش يواصل مهمته في إدلب وغيرها من المحافظات السورية، وقد تكون عودة إدلب غير بعيدة زمنياً»، رافضة الكشف عن مزيد من المعلومات. ورفضت المصادر تحديد هدف العملية التي بدأها الجيش أمس، فيما لفتت مصادر ميدانية إلى أن الجيش لن يسمح للمسلحين بتثبيت مواقعهم في إدلب ومحيطها، لأن تركهم في تلك المنطقة من دون قتال سيمنحهم القدرة على شن هجمات إضافية ضد مواقع الجيش الأخرى في المحافظة.
وبالتزامن مع «انبعاث» معركة إدلب من جديد، شنّ الجيش السوري هجوماً على تلّين (التل 767 والتل 803) في جبل التركمان ــ شمال شرق اللاذقية، وسيطر عليها.
في موازاة ذلك، نجحت الفصائل الفلسطينية، في اليوم السابع لمعركة مخيم اليرموك (جنوب دمشق)، في إحراز التقدم على أكثر من محور في وسط المخيم وغربه، حيث كان مقاتلو «داعش» قد انسحبوا ظهر أمس من شارع لوبية (وسط اليرموك) جراء الكثافة النارية التي تعرضوا لها في اليومين الخامس والسادس للمعركة. وأكدت مصادر عسكرية فلسطينية من داخل المخيم أن «تقدم الفصائل لا يعني أن خطر داعش صار بعيداً، فانسحابهم هذا يعني أنهم يجهّزون لهجومٍ أعنف ومنظم بشكلٍ أكبر»، لافتة إلى أن «مستوى الجدية والصدق في التعامل بين الفصائل الفلسطينية على اختلاف مواقعها واقتناعاتها السياسية هو ما سيحدد مصير داعش في المخيم». ونفت مصادر محلية الأنباء التي وردت حول دخول قوات من الجيش السوري أو «الدفاع الوطني» إلى المخيم، مؤكدةً أن المعارك المباشرة مع «داعش» تجري من خلال مقاتلين فلسطينيين، فيما يقتصر دور الجيش السوري والقوى المقاتلة معه على تأمين خط الدفاع عن العاصمة، في الجهة الشمالية من اليرموك وحي التضامن.
وفي حي التضامن المجاور، أعلنت جماعة «لواء العز» المسلحة المعارضة مبايتعها تنظيم «داعش»، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات بين هذه الجماعة والمسلحين المعارضين الذين يؤيدون إجراء مصالحة مع الجيش السوري.
شمالاً، كانت قد اندلعت يوم أمس معارك عنيفة بين مقاتلي «الجبهة الشامية» و«داعش» في محيط قرية تلالين في الريف الشمالي الشرقي من محافظة حلب، ما أدى إلى مقتل وجرح العشرات في صفوف الطرفين، فيما قامت فصائل تابعة للمعارضة المسلحة بتفجير نفق السبع بحرات في مدينة حلب، ما أدى إلى أضرار مادية بالغة.
وفي حماه، تبنّت حركة «أحرار الشام» العملية الإرهابية التي فجّرت خلالها سيارة محملة بأكثر من طن من المتفجرات، بالقرب من حاجز البارد في الريف الشمالي الغربي للمحافظة، ما أدى إلى استشهاد خمسة أشخاص وإصابة العشرات، فيما دوّت أصوات انفجار أكثر من ثلاث عبوات ناسفة في قرية المبعوجة بالقرب من مدينة سلمية، ما أدى إلى إصابة عدد من المدنيين وأضرار مادية.
أحمد حسان
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد