بحث يربط موجة الصقيع بأوروبا بتغيردورة المياه في الأطلسي

ربط بحث علمي جديد بين دورة المحيط الأطلسي والتغيرات الكيميائية التي تطرأ على سطحه بموجة الصقيع والبرد الشديد التي تشهدها أوروبا حاليا.

وقال البحث الذي أنجزته جامعة كارديف البريطانية بالتعاون مع خبراء بريطانيين وامريكيين ونشرته اليوم جريدة نيوز ديلي العلمية إن الطقس البارد على نحو غير معتاد في أوروبا ناتج عن الرياح الشمالية الباردة القادمة من القطب الشمالي وعن التغيرات في سطح المحيط الأطلسي.

وكشف البحث أن التغيرات في دورة المحيطات قد تكون أخطر مما كان متوقعا سابقا.

ودرس الباحثون هذه التغيرات من خلال استرجاع رواسب من قاع المحيط الاطلسي تتضمن كائنات وأجساما صغيرة استخدموها في دراسة توزيع الكربون المشع من القرون الماضية ما يسمح للعلماء بتحديد مدى سرعة تشكل المياه العميقة في المحيط في أوقات مختلفة بالماضي.

وتدور المياه في المحيطات كلها على امتداد حزام تيار المحيطات الكبير حيث تتدفق مياه السطح الدافئة من خط الاستواء إلى القطبين ثم إلى خط الاستواء مرة أخرى في حركة دائرية.

وتؤثر التغيرات السريعة في التركيبة الكيميائية لمياه البحار بصورة سلبية على النظام البيئي والكائنات الحية في المحيطات التي كانت منهكة أصلا من الاستنزاف بعمليات الصيد الزائدة عن الحد.

وفي شمال المحيط الأطلسي تبقي دورات التقلب الحرارة داخل الغلاف الجوي أعلى مما تكون عليه في أوقات أخرى.

وعندما ترتفع حرارة الكرة الأرضية يصبح ذوبان جبال الجليد بالقطب الشمالي محتملا بمعدل أسرع وبالتالي تضخ كميات كبيرة من المياه في المحيطات ما يوقف أو ربما يعكس دورة التقلب.

وهناك أدلة على أن ذلك حدث بالفعل منذ آلاف السنين وسبب نهاية العصر الجليدي.

وخلال الـ 200 سنة الأخيرة أصبحت المحيطات أكثر حمضية بنسبة تصل إلى 30 بالمئة طبقا لما جاء في التقرير الرابع عن تغيرات المناخ الذي أصدرته اللجنة الحكومية العالمية عام 2007 .

ويرجع ذلك بدرجة كبيرة إلى تزايد انبعاث ثاني أوكسيد الكربون الذي يبثه البشر في الغلاف الجوي.

وكانت دراسات سابقة كشفت ان المحيط قادر على أن يضخم تغيرات المناخ فالأنشطة البشرية ينتج عنها انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري فتنحبس الحرارة ويزداد دفء الغلاف الجوي.

المصدر: وكالات