باكستان: 250 ضحية في عملية «طالبانية» على مدرسة
قتل 130 شخصاً، معظمهم من الأطفال، وجرح أكثر من 120 آخرين، حين اقتحم مسلحون من حركة «طالبان باكستان» أمس، مدرسة يديرها الجيش في مدينة بيشاور، إحدى أكبر المدن في شمالي غرب باكستان، في هجوم هو الأكثر دموية في البلاد خلال السنوات العشر الماضية، بحسب بيان للجيش.
وتبنت حركة «طالبان ــ باكستان» الهجوم، معتبرة أنه يأتي في سياق «الثأر» لمقاتليها الذين قتلوا في الهجوم العسكري الذي يشنه الجيش الباكستاني ضدها منذ أشهر.
وقال المتحدث باسم الحركة المتشددة، محمد خراساني إن «مقاتلات الجيش تقصف ساحاتنا العامة ونساءنا وأطفالنا، وتوقف الآلاف من المقاتلين وأفراد عائلاتهم وأقربائهم. لقد طلبنا تكراراً أن يوقفوا هذا الأمر».
وأضاف خراساني أنه «في مواجهة تصلب الجيش، اضطررنا إلى شن هذا الهجوم، بعدما تحققنا من أن أولاد مسؤولين كبار في الجيش يتلقون تعليمهم في هذه المدرسة.. لقد أرسلنا ستة رجال لشن هذا الهجوم، بينهم قناصة وانتحاريون».
وبدأ الهجوم صباحاً حين «دخل ستة من عناصر طالبان يرتدون بزات عسكرية المدرسة الواقعة في ضواحي المدينة، والتي تضم حوالي 500 تلميذ»، بحسب ما أفادت مصادر أمنية.
وقال شهود في بيشاور إن «انفجاراً قوياً هز المدرسة الرسمية للجيش، وإن مسلحين دخلوا من صف إلى آخر، وأطلقوا النار على التلاميذ».
وفي هذا السياق، أعلن وزير الإعلام في إقليم خيبر بختونخوا، مشتاق غني أن «الحصيلة ارتفعت إلى 130 قتيلاً، غالبيتهم من التلاميذ الذين قتلوا برصاصة في الرأس».
ولاحقاً، أعلن مصدر عسكري أن «عملية للجيش الباكستاني لإنقاذ تلاميذ محاصرين في مدرسة يديرها الجيش في مدينة بيشاور، انتهت بعد معركة دامت تسع ساعات مع مجموعة من مقاتلي حركة طالبان»، مشيراً إلى أن «جميع المتشددين التسعة قتلوا بعد ساعات من الاشتباكات، كما أصيب سبعة من أفراد الجيش، بينهم ضابطان».
من جهته، ندد رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف بهذه «المأساة الوطنية التي ارتكبها وحوش»، معلناً توجهه إلى مكان وقوع الهجوم، للإشراف بنفسه على العملية. وأضاف شريف أن «هؤلاء الأطفال هم أولادي، البلاد في حداد، وأنا في حداد».
إلى ذلك، أفاد تلميذ نجا من الهجوم أن الجنود «حضروا على الفور» لإنقاذ التلاميذ، مضيفاً أنه «أثناء خروجنا من الصف، رأينا جثث أصدقائنا ممدة في الممرات. كانوا ينزفون، وبعضهم تعرض لإطلاق نار ثلاث أو أربع مرات».
ويذكر أن الجيش الباكستاني أطلق منذ أشهر هجوماً واسع النطاق ضد معاقل «طالبان» ومجموعات أخرى في منطقة وزيرستان الشمالية، أدى إلى مقتل أكثر من 1600 مقاتل من التنظيمات المتشددة، بحسب أرقام الجيش.
وفي ردود الفعل، دانت الهند بشدة هجوم بيشاور، إذ وصفه رئيس وزرائها نارندرا مودي بـ«العمل المتهور الذي لا يمكن وصف وحشيته»، فيما وصفه الرئيس الأميركي باراك أوباما بـ«الشنيع».
من جهته، عبر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عن «صدمته وذهوله لرؤية أطفال يقتلون لمجرد أنهم ذهبوا إلى المدرسة»، بينما اعتبر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الهجوم بأنه «خسيس».
وكالات
إضافة تعليق جديد