اليمن: هجمات لـ"القاعدة" على مدينة البيضاءوالحوثي يصعّد في مواجهة "التدخل الخارجي"
حدّد زعيم جماعة الحوثيين في اليمن عبد الملك الحوثي، أمس، الشروط الواجب توافرها في رئيس حكومة اليمن، المنبثقة من "اتفاق السلم والشراكة الوطنية" الذي وقّعته الأحزاب السياسية في البلاد في 21 أيلول الماضي، رافضاً أن يكون هذا الرئيس "مرشح السفارات"، وموجهاً اتهامات إلى ما أسماه "قوى دولية وإقليمية" بمحاولة "اللعب على أوراق عديدة لإعاقة الثورة الشعبية لليمنيين"، منها ورقة "تحريك تنظيم القاعدة"، وذلك إثر سلسلة هجمات نفّذها مسلحو التنظيم أمس، في مدينة البيضاء، استهدف مقرات أمنية في المدينة، وأوقعت عشرة قتلى في صفوف قوات الأمن.
واعتبر الحوثي في كلمة له رداً على تسمية الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أمس الأول، مدير مكتبه أحمد عوض بن مبارك رئيساً للحكومة، أن هذه التسمية "كانت مفاجأة إذ رفضت المكونات السياسية في البلاد، مجموعة أسماء مرشحة لرئاسة الحكومة لا تنطبق عليها المعايير المطلوبة، وأهمها الحياد، كما أخذت تعهداً من الرئيس هادي بعدم تسمية بن مبارك"، مشيراً إلى أن "هذا التكليف جاء مباشرة بعد لقاء الرئيس اليمني بالسفير الأميركي في اليمني، ما يشكل تدخلاً سافراً في شؤون البلاد".
وطالب الحوثي برئيس حكومة "وطني لا ينتمي إلى حزب معين وليس مرشح السفارات"، واصفاً الرئيس اليمني بأنه "دمية" بيد بعض القوى الخارجية.
كما اتهم زعيم الحوثيين ما أسماه "القوى الدولية والإقليمية" بـ"اللعب على عدة أوراق لإعاقة الثورة اليمنية"، معتبراً أن "التشهير الإعلامي بهذه الثورة من هذه القوى وأذيالها في الداخل هو من وسائل الالتفاف على الإنجاز الذي حققه اليمنيون". كما أشار إلى محاولة هذه القوى "تحريك الورقة الأمنية، المتمثلة بتنظيم القاعدة، وهو تحريك خارجي، وإيهام الجنوبيين في اليمن بوجود توجهات للسيطرة عليهم".
ودعا الحوثي إلى مسيرات شعبية اليوم لـ"تصحيح خطأ" تسمية بن مبارك، الذي اعتبره "غير مقبول ولا يمكن التغاضي عنه"، مشيراً إلى "خطوات" لم يعلنها ضد التعيين، ومناشداً الرئيس اليمني بإعادة النظر فيه.
وكان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أصدر قراراً أمس بتسمية بن مبارك رئيساً للحكومة اليمنية، تبعه لقاءان له مع السفيرين الأميركي والسعودي في اليمن.
من جهته، أكد مصدر ديبلوماسي غربي في صنعاء أن "رفض تسمية بن مبارك جاءت أيضاً من قسم من حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه الرئيس السابق علي عبد الله صالح".
وبحسب المصدر، فان "أهداف الحوثيين الحقيقية غير واضحة"، مشيراً إلى وجود "ارتباك في المشهد" في اليمن.
وكان "المؤتمر الشعبي العام" في اليمن أصدر بياناً حول تكليف بن مبارك، مؤكداً أن الأخير "لم يكن محايدا ولا مستقلا".
وأضاف البيان أن بن مبارك "شخصية لا تتوفر فيها الشروط المتفق عليها في وثيقة السلم والشراكة الوطنية"، مشيراً إلى أن اختياره يمثل "خروجا على الاتفاق الذي يؤكد الحيادية والاستقلالية وعدم التحزب، وللأسف الشديد فابن مبارك لم يكن محايداً ولا مستقلاً ولطالما كان متحزباً ولا يزال".
وفي سياق متصل، وفي تطور أمني لافت، قتل عشرة عناصر من الشرطة اليمنية على الأقل في سلسلة هجمات، بينها هجوم انتحاري، شنها تنظيم "القاعدة" في اليمن فجر أمس في مدينة البيضاء جنوب اليمن، بحسب حصيلة أوردها مستشفى "الثورة" في المدينة.
وقال مسؤول في المستشفى "لدينا جثث عشرة عناصر من الشرطة، بينهم تسعة قضوا في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة استهدف مقر قوات الأمن الخاصة".
وشنت مجموعات مسلحة من "القاعدة" هجمات استهدفت مقر شرطة المرور في البيضاء، وحاجزي تفتيش تابعين للجيش، بحسب مصادر محلية وأمنية، فيما استهدف انتحاري بسيارة مفخخة مقر قوات الأمن الخاصة، ما أسفر عن مقتل تسعة من عناصر الشرطة، بحسب مصادر أمنية.
وتقع محافظة البيضاء جنوب شرق العاصمة اليمنية صنعاء، وتحدها أيضاً محافظتا شبوة وإبين حيث ينشط تنظيم "القاعدة".
وتبنت جماعة "أنصار الشريعة" في اليمن، التابعة لـ"القاعدة"، الهجوم على البيضاء على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، مشيرة إلى أن "المجاهدين انسحبوا من المدينة بعد شن هجمات ناجحة". كما أشارت الجماعة إلى أن الهجوم "استمر خمس ساعات، وأسفر عن خسائر مادية وبشرية كبيرة في صفوف الجيش"، الذي اتهمته بدعم الحوثيين.
وذكرت مصادر محلية من محافظة البيضاء، أن الهجوم "جاء بعد اجتماع لزعماء قبليين محليين، يرتبط بعضهم بالقاعدة، تقرر خلاله أن يتم التصدي لتمدد الحوثيين في منطقة البيضاء".
وأضافت المصادر أن شيوخ القبائل "يعتبرون أن في صفوف قوات الأمن في المدينة عناصر متعاطفة مع الحوثيين، الذين يسيطرون على صنعاء، ويتمددون في أكثر من اتجاه".
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد