اليمن: محاولة لاغتيال السفير الأميركي و"أنصار الله" وحزب صالح يرفضون الحكومة الجديدة
تداخلت فصول الأزمة الحكومية اليمنية، اليوم، مع الحوادث الأمنية، لتضع البلاد أمام مستقبل مجهول. ففي وقت أعلن فيه تنظيم "القاعدة" أنه قتل "عشرات" من عناصر جماعة الحوثيين، فجراً، وحاول قتل السفير الأميركي، رفض حزب "أنصار الله" الحوثي، الذي يسيطر عسكرياً على جزء من البلاد بما فيه العاصمة صنعاء، صيغة الحكومة الجديدة، ليعلن، بعده مباشرة، حزب الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح "المؤتمر الشعبي العام" خروجه منها أيضاً.
ورفض المتمردون الحوثيون الحكومة اليمنية الجديدة، التي كان يؤمل بأن تساعد في حلحلة الازمة السياسية في البلاد، وطالبوا باعادة تشكيل الحكومة لاستبعاد الوزراء الذين يعتبرونهم غير مؤهلين وفاسدين.
وقال الحوثيون، في بيان، إن التشكيلة الحكومية، التي أُعلنت أمس، ورحبت بها واشنطن "تعد مخالفة لاتفاق السلم والشراكة الوطنية... وعرقلة واضحة لمسار العملية السياسية لحساب مصالح خاصة وضيقة".
أما الرئيس اليمني السابق فقد اعلن رفضه عقوبات الامم المتحدة عليه وعلى اثنين من قادة الحوثيين، بسبب "تهديدهم السلام". وأفادت مصادر سياسية بأن حزبه "المؤتمر الشعبي العام"غادر الحكومة. وكان حزب "المؤتمر الشعبي العام" قد أقال الرئيس عبد ربه منصور هادي من قيادة الحزب الذي يرئسه سلفه صالح.
ويتهم "المؤتمر الشعبي العام" الرئيس اليمني بأنه طلب من الأمم المتحدة فرض عقوبات على صالح، في حين تم تشكيل الحكومة بعد وقت قصير من فرض مجلس الأمن الدولي، أمس، عقوبات على الرئيس السابق واثنين من قادة الحوثيين بسبب تهديدهم السلام.
وتنص العقوبات على منع كافة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة من منح تأشيرات دخول لكل من صالح رئيس اليمن بين العامين 1990 و2012، وزعيم حزب "أنصار الله" عبد الملك الحوثي وقيادي آخر في الجماعة هو عبد الله يحيى الحكيم.
وفي غضون ذلك، شن تنظيم "القاعدة"، اليوم، هجومين على مواقع للحوثيين في رداع، حيث قالت مصادر قبلية إن انتحارياً يقود سيارة مفخخة اقتحم مركزاً طبياً، حوله الحوثيون الى ثكنة، في المناسح قرب مدينة رداع (150 كيلومتراً جنوب صنعاء)، مشيرة الى مقتل "عشرات الاشخاص" في الهجوم. وأعلن التنظيم، في بيان، أن "عشرات الحوثيين قتلوا وجرحوا" في الهجوم الذي نفذ.
وفي الهجوم الثاني أطلق مسلحون من "القاعدة" النار على مدرسة استولى عليها الحوثيون في وادي الجراح قرب رداع، بحسب مصادر قبلية والقاعدة. وأوضح بيان التنظيم المتطرف أن أربعة من عناصره شنوا هجوما، فجر السبت، على المبنى.
وشهدت منطقة رداع يومي 19 و20 تشرين الأول الماضي أعمال عنف خلفت خمسين قتيلاً خصوصاً بين المسلحين الحوثيين، في هجوم انتحاري وهجمات لـ"القاعدة" مدعومة بمسلحين من القبائل.
وفي السياق نفسه، أعلن تنظيم "القاعدة" أنه حاول قتل السفير الأميركي لدى صنعاء ماتيو تيلر، لكن العبوتين تم اكتشافهما قبل "دقائق من انفجارهما"، بحسب ما ذكر المركز الأميركي لمراقبة المواقع الاسلامية (سايت).
وأضاف المصدر، نقلاً عن "أنصار الشريعة نيوز" الذراع الاعلامية للتنظيم المتطرف، أن العبوتين وضعتا، أمس الأول، أمام منزل الرئيس هادي. وكان من المفترض أن تنفجرا فور مغادرة السفير الأميركي المبنى بعد زيارة قام بها الى الرئيس.
ويشهد اليمن حالة من عدم الاستقرار منذ الثورة، التي أجبرت صالح على الخروج من السلطة في شباط العام 2012، بينما سعى الحوثيون وتنظيم "القاعدة" الى سد فراغ السلطة.
وشكلت الحكومة الجديدة في إطار اتفاق سلام بوساطة الامم المتحدة ينص على انسحاب الحوثيين من العاصمة صنعاء التي سيطروا عليها في ايلول الماضي.
ورغم أن الحوثيين، المعروفين كذلك باسم "أنصار الله"، غير ممثلين بشكل مباشر في الحكومة الجديدة، الا أن ستة من وزرائها يعتبرون مقربين منهم.
من جهتها، رحبت واشنطن، التي تعتبر هادي حليفاً رئيسياً لها في القتال ضد تنظيم "القاعدة"، بالحكومة الجديدة وشجعت الدولة الفقيرة على التغلب على انقساماتها السياسية بعد اسابيع من الاضطرابات.
ودعت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي برناديت ميهان جميع اللاعبين السياسيين الى "مواصلة التعاون في الحكومة الجديدة".
وقالت ميهان إن "هذه الحكومة، التي تتسم بالتعددية الحزبية، يجب أن تمثل قوة وحدة اليمن التي تتجاوز المصالح الفردية والحزبية التي يمكن أن تخرج أهداف أمة عن مسارها".
وفي الأول من تشرين الثاني، وقّعت الأحزاب الرئيسية على اتفاق بوساطة مبعوث الأمم المتحدة الى اليمن جمال بن عمر، لتشكيل حكومة من التكنوقراط.
وبموجب الاتفاق، كلف ممثلون من المتمردين وخصومهم "حزب التجمع اليمني للاصلاح" هادي بتشكيل حكومة جديدة متعهدين بدعمها.
وفي أعقاب التوصل الى اتفاق جديد، حذر بن عمر في مقابلة مع "وكالة فرانس برس" من أنه اذا لم يتم تشكيل حكومة وبسرعة فان التوترات الطائفية ستزداد وتغرق البلاد في مزيد من الأزمة.
وقالت واشنطن إن صالح "كان وراء محاولات التسبب بفوضى في اليمن" من خلال استخدام الحوثيين "ليس فقط لإزالة الشرعية عن الحكومة المركزية، ولكن كذلك من خلال خلق حالة من عدم الاستقرار تؤدي الى انقلاب".
وكان أنصار صالح قد تظاهروا أمس إلى جانب الحوثيين لإدانة العقوبات الدولية.
(أ ف ب)
إضافة تعليق جديد