الهند: تفشي مرض التهاب الدماغ يودي بحياة 400 معظمهم من الاطفال
ادت موجة تفشي مرض التهاب الدماغ في مناطق شمالي الهند الى وفاة 400 شخص حتى الان معظمهم اطفال.
وقد تم ادخال اكثر من الفي مريض الى احد مستشفيات منطقة غوراخبور في ولاية اتار براديش. وتشير البيانات الى وفاة 6000 الاف شخص في هذه المنطقة بهذا المرض منذ رصد اولى حالاته عام 1978.
واعربت مصادر طبية للبي بي سي عن صدمتها من حجم الوفيات اليومي بين الاطفال.
وقد اندلعت هذه الموجة من الوباء في شهر يوليو تموز.
وتعاني منطقة غوراخبور من ظروف بيئية وصحية تساعد على توفير بيئة خصبة لانتشار المرض. اذ تؤدي قلة شبكات الصرف الصحي المناسبة الى تكاثر البعوض وتلوث المياه فيما تتعرض المنطقة بحكم موقعها المنخفض المجاور لجبال الهملايا الى فياضانات ورياح موسمية قوية.
اعراض متشابهة
وتوجد عترتان (صنفان) من الفيروس المسبب للمرض، يسمى احدهما فيروس (التهاب الدماغ الياباني) الذي ينقله البعوض وكان تاريخيا المسبب لمعظم حالات الوفاة
اما الصنف الثاني لفيروس التهاب الدماغ الذي ينشط في المياه الملوثة فتسبب في السنوات الست الاخيرة في معظم الوفيات بين الاطفال.
ويؤدي المرضان الى اعراض متشابهة اهمها الصداع والتقيؤ والتهابات القلب والكلى واضطرابات في عمل الدماغ.
ويقول الاطباء ان الاطفال بين عمر ستة اشهر و خمسة عشر عاما هم الاكثر تأثرا وخصوصا الفقراء من بينهم. ويصف الدكتور كاي بي كوشواها، وهو واحد من ابرز اطباء الاطفال في المنطقة، الوضع بالمأساوي ويقول ان عشرة اطفال يموتون بسبب المرض كل يوم وان خُمس الاطفال الناجين يعيشون لاحقا بضعف في الاعصاب وتخلف عقلي.
ويقول الدكتور كوشاها ان الاطفال هم الاكثر عرضة للفيروس بسبب ضعف جهاز المناعة عندهم واستهلاكهم كميات كبيرة من الماء الملوث في المنزل.
وتترواح فترة حضانة فيروس الالتهاب الدماغي بين ثلاثة ايام وثلاثين يوماً.
وتقول الحكومة انها حاولت مراقبة اماكن تفشي المرض وان حملتي تطعيم ضد مرض التهاب الدماغ الياباني قد تم تنفيذها في منطقة غوراخبور في العامين 2006 و 2010 واثمرت عن انخفاض ملحوظ في نسبة الاصابة بالمرض في تلك المنطقة.
لكن مسؤول طبي قال ان محاربة الفيروس يتطلب جهداً اكبر يتمثل بتحسين انظمة الصرف الصحي ومصادر مياه الشرب في المناطق الريفية.
يذكر ان انتشار الفيروس المسبب لالتهاب الدماغ في منطقة غوراخبور جذب انتباه العالم لهذه المشكلة ودفع بعلماء في مركز مختص بمحاربة الامراض في الولايات المتحدة الامريكية، دفعهم الى زيارة المنطقة في العام 2009 واخذ عينات طبية لدراسة الفيروس الذي ادى انتشاره في غوراخبور في العام 1978 الى وفاة الف شخص، معظمهم من الاطفال.
المصدر: BBC
إضافة تعليق جديد