المستوطنون يبدأون حربهم على زيتون فلسطين
بدأ موسم الزيتون في الأرض الفلسطينية المحتلة، وبدأ المزارعون في حصاد ثمارهم، ولكن الأمر في فلسطين ليس بتلك البساطة، إذ ان المستوطنين أيضاً تحضروا لحربهم السنوية على الزيتون وذلك عبر سن مناشيرهم للقضاء على أهم موسم زراعي فلسطيني، من خلال استهداف المزارعين وأشجارهم وأراضيهم ومحاصيلهم.
في الساعة الخامسة من فجر أمس توجه ماهر صالح وعائلته لقطف ثمار الزيتون في أرضهم البعيدة كيلومترات معدودة عن بلدتهم راس كركر الواقعة في غرب مدينة رام الله في الضفة الغربية. وصلوا إلى هناك ليتفاجأوا بأن أشجارهم أصبحت حطاماً، بعدما سبقهم إليها المستوطنون، ونشروها عن بكرة أبيها.
ويقول ماهر «في كل موسم نواجه اعتداءاتهم، يحاول المستوطنون طردنا من أرضنا خلال قطف ثمار الزيتون، ولكننا نتحداهم ونبقى هنا، وفي النهاية هم قطعوا الأشجار في محاولة لترهيبنا، لكنا لن نأبه بهم وسنواصل قطف الزيتون، والبقاء فوق أرضنا».
تحاط قرية رأس كركر بخمس مستوطنات اسرائيلية، ويهاجم المستوطنون ليلاً حقول الزيتون، ويعتدون نهاراً على المزارعين بصحبة جيش الاحتلال. وهذه ليست المرة الأولى التي يحصل فيها مثل هذا الاعتداء.
وفي حديث إلى «السفير»، يشرح رئيس المجلس البلدي في القرية بهجت سمحان أن المستوطنين «هاجموا القرية قبل مرة وتصدينا لهم، وساعدهم الجيش الذي أصاب العشرات من أبنائنا، واليوم هم يحاولون من خلال أعمال الزعرنة هذه تخويف السكان، لكننا سنتصدى لهم مهما حصل، فهذه أرضنا وسندافع عنها».
ما يحصل في قرية راس كركر هو بداية لمسلسل طويل من الاعتداءات المتوقعة للمستوطنين على الفلسطينيين في هذا الموسم. وبحسب تقرير صدر عن «مركز المعلومات الفلسطيني لشؤون الجدار والاستيطان» اقتلع المستوطنون الشهر الماضي أكثر من 250 شجرة وأحرقوا ما يزيد عن 400، وجرفوا مئات الدونمات الزراعية. وقد حذرت الحكومة الفلسطينية مراراً من «حرب» للمستوطنين على موسم الزيتون.
وكان مستوطنون قد قطعوا أمس الأول أكثر من مئة شجرة زيتون في إحدى القرى المجاورة لمدينة نابلس، وهو ما اعتبره مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية غسان دغلس محاولات متكررة من أجل «ضرب موسم الزيتون الفلسطيني، وتحطيم الصورة الرمزية التي تمثلها شجرة الزيتون للفلسطينيين، وإلحاق الضرر المعنوي والنفسي بمزارعينا».
ووفق وزارة الزراعة الفلسطينية، يتوقع أن يصل إنتاج الزيتون لهذا العام حوالي 12 ألف طن من الزيت وعشرة آلاف طن من الزيتون. وحول هذا يقول دغلس إنه «بلا شك حين تحرق وتقطع أشجار الزيتون وثمارها عليها سيتضرر هذا الموسم وسيتضرر المزارع في الدرجة الأولى».
وتأتي هجمة المستوطنين في موسم الزيتون، وهي لا تزال في بدايتها، بالتزامن مع دعوات إسرائيلية للتصعيد ضد الفلسطينيين على خلفية ارتفاع حدة الهجمات ضد أهداف اسرائيلية مؤخراً، والتي كان آخرها وفق ما ذكرت سلطات الاحتلال، اقتحام فلسطيني لمستوطنة «بسغوت» القريبة من رام الله، وطعنه مستوطنةً داخلها.
واقتحمت قوات اسرائيلية معززة أمس مدينة رام الله من جهتها الشمالية، وشرعت في أعمال تمشيط واقتحام للمنازل، فيما تتواصل اقتحامات أخرى ليلا للمدينة بحثاً عن المنفذ المزعوم لعملية اقتحام المستوطنة.
وكانت مجلة عسكرية إسرائيلية تدعى «بازم» قد نقلت عن قيادات تحذيرات من تصاعد العمليات الفلسطينية والمقاومة الشعبية في مناطق الضفة الغربية. وشبهت القيادات ما يجري حالياً «بأجواء ما قبل الانتفاضة الفلسطينية الأولى».
وبرغم تطمينات نقلتها المجلة عن رئيس أركان الجيش الاسرائيلي بني غانتس حول أن العام الحالي في الضفة «هادئ نسبياً»، فإن ما جمعته من انطباعات من قادة ميدانيين في الجيش تؤكد أن الضفة تجلس «على برميل بارود وقد ينفجر في أي لحظة ويجب عدم الانخداع بالهدوء القائم».
وفي غضون ذلك، يتوقع أن تشهد باحات المسجد الأقصى الأسبوع المقبل مواجهات بين الفلسطينيين والمستوطنين، الذين يستعدون لاقتحامه بالعشرات في ذكرى ما يسمى «الصعود إلى جبل الهيكل».
أمجد سمحان
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد