اللمسات أصدق تعبيراً من الكلمات
تحتاج إلى لمسة تشجيع لتعاود نشاطك؟ وتتمنى فقط لو كان هناك من يمد يد العون لمساعدتك؟ لا تستهن إذاً بمعجم اللغة الحسية!
لطالما درس علماء النفس قنوات الاتصال غير الشفهي، نبرة الصوت، تعابير الوجه. وكلها قنوات اتصال غير شفهي، غنية بالمشاعر، لكن باحثين كثراً بدأوا خلال السنوات الماضية التركيز على نوع مختلف من الاتصالات غير الكلامية اللطيفة، وهي الاتصال البدني. فالاتصال البدني من خلال اللمسات، سواء كانت لمسة تشجيعية أو تربيتا دافئا على الكتف أو الذراع، قد يكون شكلاً من أشكال التواصل التي تعبّر عن العواطف بشكل أوسع، وفي بعض الأحيان أسرع وأفضل من الكلمات!
وأظهرت أبحاث أجراها «معهد تيفاني» الأميركي أن المعلمين الذين يحفزون الطلاب على التفاعل في الصف من خلال «لمسة دعم» على كتفهم يضاعفون مشاركة هؤلاء في الصف، وأن «لمسة العطف» من الطبيب تترك انطباعا بأن الزيارة كانت أطول بمرتين، مقارنة بتقديرات الأشخاص الذين لم يحصلوا على هذه اللمسة. كما أكدت الأبحاث على أن تدليك الحبيب لا يخفف من الألم فقط، بل أيضاً يخفف من الاكتئاب ويعزز العلاقة.
وفي دراسات قادها أستاذ علم النفس في جامعة «دي باو» في اندونيسيا، ماثيو هيرتنستين، حاول المشاركون التواصل حسياً من خلال لمس شخص غريب معصوب العينين، وتمكنوا من التواصل عبر ثمانية مشاعر حسية مختلفة، من الامتنان إلى الاشمئزاز والحب، وذلك بدقة بلغت 70 في المئة.
وقال هيرتنستين «كنا نعتقد أن اللمسات كانت تستخدم خدمة للمشاعر الكلامية، ولكن اتضح اليوم أنها أكثر من ذلك»، فيما رأى أستاذ علم النفس في جامعة «كاليفورنيا» داتشر كلتنر «إنها أول لغة نتعلمها».
وللتأكد من أن معجم المصطلحات «اللمسية» مرتبط بالأداء، أجرى الباحثون في «بيركلي» دراسات على فرق كرة السلة. وأكدوا أن الفرق الجيدة هي التي تكثر من استخدام اللمسات التشجيعية والعناق والارتطام عند تسجيل النقاط.
وإذا كانت اللمسة التشجيعية تحسن الأداء في الملعب أو في المكتب، فإن السبب يعود إلى أنها تساعد في التخفيف من الضغوط. وعلمياً، فإن اللمسة الدافئة يمكن أن تطلق سراح «الأوكسيتوسين»، وهو هرمون يساعد على بناء الشعور بالثقة، كما يساعد على الحد من مستويات هرمون التوتر «كورتيزول».
السفير نفلاً عن «نيويورك تايمز»
إضافة تعليق جديد