"القبلة" وسيلة لتقييم استعداد الشريك للإنجاب
ليست القبلة مصدر ارتياح ودليل انجذاب فقط، بل إنها وسيلة مهمة لتقويم الشريك بهدف الإنجاب؛ إذ إنها تثير عملية كيميائية وبيولوجية أساسية في المخ, حسبما أفادت خبيرة في الولايات المتحدة.
وأوضحت ويندي هيل -أستاذة علوم الأعصاب في معهد لافاييت في إيستون (بنسلفانيا شرق)- أن التقبيل يبعث إشعاعات كيميائية تخفض مستوى الهرمونات المرتبطة بالتوتر، ويزيد من مستوى الهرمونات التي تؤثر على الرغبة في تكوين أسرة.
وحللت الأستاذة لعاب ودم أزواج من الطلبة، بعد حصة تقبيل استمرت 15 دقيقة مع الاستماع إلى الموسيقى.
وأظهر التحليل تغيرات مهمة في مستويات هرمونات تحسين الولادة (أوسيتيسين)، إضافة إلى مستوى هرمون "الكورتيسول" المرتبط بالتوتر، مقارنة بالفترة التي سبقت مرحلة التقبيل.
وقدمت الأستاذة ويندي هيل نتائج بحثها خلال المؤتمر السنوي للجمعية الأمريكية للنهوض بالعلوم المنعقد منذ الخميس في شيكاغو (شمال).
واعتبرت ألين فيشر -أستاذة علم "الإناسة" في جامعة روغتر (نيوجرسي, شرق)- أن عملية التقبيل تطورت على الأرجح بهدف تحفيز الأنظمة الدماغية الثلاثة التي تقوم بدور مهم في عملية التزاوج والتوالد البشري.
وأول هذه الأنظمة هو الرغبة الجنسية التي يغذيها هرمون التستستورين الذكوري لدى الرجل، كما لدى المرأة، وهو الذي يدفع إلى البحث عن شريك.
أما النظام الثاني، فهو الذي يسير الحب الجياش أو حب الاستحواذ الذي يركز على شخص واحد، ويبدو أنه يرتبط بنشاط مرتفع لمحفز طبيعي يطلق عليه "دوبامين".
والنظام الثالث الذي يراقب حالة التعلق، ويتيح للزوجين البقاء معا لفترة كافية لتربية أطفال, يرتبط بتزايد مستوى هرمون الأمومة "أوسيتوسين", بحسب الأستاذة فيشر.
وقالت فيشر: "لدينا عديد من المؤشرات التي تظهر أن اللعاب يحتوي على هرمونات ذكورة، وكون الرجال يفضلون التقبيل بفم مفتوح جدا يشير إلى أنهم يحاولون عن غير وعي نقل هذا الهرمون الذكوري إلى المرأة لإثارة رغبتها الجنسية".
وأضافت "أن الرجال ميالون إلى جعل عملية التقبيل مقدمة للجماع". وتابعت أن "التقبيل هو أيضا آلية لتقويم الشريك".
واعتبرت -مشيرة إلى دراسات جارية- أن التقبيل "سيكشف على الأرجح آلية كاملة (بيولوجية وثقافية) تتحرك للبحث عن الشريك المثالي".
وأشارت إلى أن أكثر من تسعين بالمئة من البشرية تمارس عملية التقبيل مثل غيرها من الثدييات كقرود الشمبانزي أو الثعالب التي تمارس لعق الخطم.
وقالت فيشر: إن البريطاني شارل داروين كان يعتقد أن التقبيل غريزة طبيعية. وأضافت أن التقبيل تطور إلى آلية بيولوجية قادرة على تحفيز الأنظمة الدماغية الثلاثة المسؤولة عن الجماع والتوالد.
المصدر: أ ف ب
إضافة تعليق جديد