القاهرة تنذر حماس بشأن إدارة المعابر
طالبت القاهرة حركة حماس امس، بأن تسلم ادارة معبر رفح الى السلطة الفلسطينية لتشغيله وفق اتفاق العام ,2005 كما حملتها ضمنا مسؤولية المواجهات التي شهدها المعبر امس الاول وادت الى مقتل شخص واصابة ,59 مشددة على ان «لصبرها حدودا»، فيما حذرت الحركة من «إعلان شبه رسمي للحرب المصرية ضد غزة والفلسطينيين وحماس» مقرونا بحملة إعلامية «مسمومة متصهينة» للتغطية على ذلك.
وسمحت الشرطة المصرية لعشرات الاشخاص من العالقين على جانبي الحدود، فلسطينيين ومصريين، بالعبور من خلال بوابة صلاح الدين الحدودية عند معبر رفح جنوبي القطاع.
وقال مسؤول أمني مصري إن الشرطة المصرية تحتجز نحو 1500 فلسطيني داخل معسكر للشباب في العريش، موضحا ان جميعهم لديهم تصاريح إقامة في الخارج، لكنهم يريدون الحصول على تأشيرات دخول لمصر. أضاف إنه لن يسمح لهم بمغادرة المعسكر قبل الانتهاء من الإجراءات المتعلقة بأوراقهم. وتابع إن الشرطة كانت قد احتجزت في مبنى اداري حوالى 500 فلسطيني آخرين في رفح المصرية، بعد اشتباك أمس الاول، وسيتم ترحيلهم جميعا الى غزة. أضاف أنهم «اضرموا النار في المبنى وحطموا الزجاج واتلفوا بعض الاثاث».
وقال محافظ شمالي سيناء اللواء أحمد عبد الحميد إنه «آن الأوان لاتخاذ إجراءات حاسمة لمنع الاقتراب من الحدود المصرية أو المساس بها»، مشيرا الى أن «الأوضاع عادت إلى طبيعتها والحدود الدولية لمصر مسيطر عليها تماما».
وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية السفير سليمان عواد إن القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والانتاج الحربي المشير حسين طنطاوي، قدم تقريرا حول الوضع على الحدود مع غزة، خلال اجتماع وزاري مصغر ترأسه الرئيس حسني مبارك.
من جهته، قال وزير الخارجية المصري احمد أبو الغيط، في مؤتمر صحافي مع نظيره الاسباني ميغيل انخل موراتينوس بعد لقاء مبارك والملك الاسباني خوان كارلوس في القاهرة، إن «المنطلق المصري يتمثل في أن للحدود المصرية والفلسطينية قدسيتها، ويجب أن نسلم بأن هذه القدسية تمنع أي اختراق بالقوة... وستكون هناك حدود بين مصر وقطاع غزة، وستنظم عملية عبور الفلسطينيين إلى مصر من خلال المنفذ القانوني المتفق عليه وفقا للاتفاق الموقع في 2005». أضاف «نطالب السلطات المسيطرة على غزة بأن تسمح للمراقبين وأفراد السلطة الفلسطينية بالعودة مرة أخرى إلى المنفذ للاشراف على تنفيذ الاتفاق المشار اليه»، موضحا ان «مصر تطالب الجانب الأوروبي كذلك بهذا الأمر». وتابع ابو الغيط «إنه على الجانب الآخر فإننا نتصور أنه من المهم أن تسيطر الحكمة على قيادات حماس داخل القطاع، بشكل لا يشجع الفلسطينيين على الاقتراب من خط الحدود المصرية».
وردا على سؤال حول المواجهات التي شهدها معبر رفح، قال أبو الغيط «إن مصر دولة كريمة وتتسم بالصبر، لكن لصبرها حدودا، ويجب أن يدرك إخواننا الفلسطينيون أن المعركة ليست مع مصر لكنها مع إسرائيل، وبالتالي يجب ألا يقعوا في فخ تضعه إسرائيل».
وسئل ابو الغيط عما اذا كانت مصر تحمّل حماس مسؤولية ما جرى في رفح، فأجاب بـ«أن المسؤولية تقع على إسرائيل لأنها هي التي دفعت الشعب الفلسطيني إلى هذا، ومع ذلك، إذا ما كانت بعض الدوائر الفلسطينية قد شجعت أبناء الشعب الفلسطيني على الوقوع في هذا الفخ، فإننا نحذر هذه الدوائر من المضي في هذا السبيل».
وأوضح «إن مصر طرحت بعض الأفكار لإعادة تشغيل المنفذ ولا أستطيع الكشف عنها، وهي في إطارها العام تقوم على تشغيل المنفذ طبقا لاتفاقيات سابقة، وقد تناولنا هذا الأمر مع الجانبين الأوروبي والإسرائيلي وعناصر من حماس والسلطة الفلسطينية»، مشيرا الى أن «سيطرة حماس على الإدارة في غزة أمر يتعارض مع اتفاقية المعابر وكذلك الوضع القانونى للسلطة الفلسطينية وعلاقة مصر واعترافها بها، وهذه مسألة بالغة التعقيد وتحتاج إلى وقت».
وتحت عنوان «الكشف عن مخطط لحماس والإخوان لإثارة القلاقل في مصر»، ذكرت صحيفة «الاخبار» المصرية الحكومية ان اجهزة الامن المصرية «كشفت عن مخطط مشترك واتفاق بين حركة حماس وجماعة الاخوان في مصر للتصعيد واثارة الجماهير المصرية وحثهم على التظاهر والعمل على تفجير الاوضاع في مصر في حالة استمرار الحصار الاسرائيلي لغزة وغلق المعابر»، مشيرة الى ان ذلك تم «خلال اتصالات هاتفية بين عناصر من حركة حماس وعناصر من جماعة الاخوان».
ونقلت وكالة «قدس برس» الفلسطينية عن المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري انتقاده إقدام أجهزة الأمن المصرية على استخدام الرصاص الحي خلال المواجهات في رفح، محذرا من «إعلان شبه رسمي للحرب المصرية ضد غزة والفلسطينيين وحماس مقروناً بحملة إعلامية مسمومة للتغطية على ذلك».
وقال «نشعر بأسف شديد أن تسمح الحكومة المصرية لهذه الأقلام المسمومة بأن تقود هذه الحملة»، مضيفا «ندعو قادة الرأي في العالم العربي إلى التصدي لهذه الأقلام المتصهينة التي تقف جنبا إلى جنب مع الاحتلال الإسرائيلي».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد