الفرنسيون يختارون الرئيس السادس للجمهورية الخامسة

05-05-2007

الفرنسيون يختارون الرئيس السادس للجمهورية الخامسة

يختار الناخبون الفرنسيون، غداً الأحد، الشخصية التي تخلف الرئيس جاك شيراك في قصر الاليزيه، ولتكون الرئيس السادس في ظل الجمهورية الخامسة التي توالى على المنصب فيها منذ تأسيسها الجنرال شارل ديغول وجورج بومبيدو وفاليري جيسكار ديستان وفرنسوا ميتران وشيراك.

واختتمت عند منتصف ليل امس الحملة الرسمية للمرشحين اليميني نيكولا ساركوزي والاشتراكية سيغولين رويال، في حين رجحت الاستطلاعات امس تقدم الاول في هذا الاستحقاق.

وأفاد استطلاعان للرأي، أحدهما لمعهد «ايفوب» والثاني لمعهد «ايبسوس» أن ساركوزي بات يتقدم على رويال بما يراوح بين 6 و9 نقاط. فبحسب «ايفوب» يحصل ساركوزي على 53 في المئة من الأصوات ورويال على 47 في المئة. وينال ساركوزي، بحسب «ايبسوس»، 54.5 في المئة في مقابل 45.5 في المئة لرويال.

وفي ظل هذه المعطيات تراهن رويال على استقطاب كبير من ناخبي تيار الوسط وزعيمه فرنسوا بايرو الذي حل ثالثا في الدورة الاولى من الانتخابات. وهي اعلنت انها ستتعاون، في حال اختيارها، مع هذا التيار خصوصا بايرو. وجاء هذا الاعلان بعد المناظرة التلفزيونية مع ساركوزي، والتي أبدت خلالها رويال قدراً فائقاً من القتالية والشراسة. لكن هذه الصورة لم تلعب لمصلحتها لدى الناخبين، ولم تسمح لها برفع مستوى التأييد الشعبي.

والواضح أن ساركوزي حتى الآن نجح في اقناع غالبية من الفرنسيين بأنه مفتاح الخلاص لهم، من مشاكلهم الموروثة عن الحكومات المتتالية اليمينية واليسارية. وصاغ برنامجاً انتخابياً يفترض أن يجعل من فرنسا ورشة تجديد وتغيير وديناميكية، موحياً بأنهم، باختيارهم له، سيكونون على موعد مع التقدم والانتعاش والرفاهية.

صحيح أن رويال وعدت أيضاً من جانبها بتغيير الأمور وتحسينها، لكنها أدرجت هذا التغيير من ضمن الأوضاع القائمة، معتبرة أن الأسس الموجودة يمكن الارتكاز إليها لتسيير الأمور نحو الأفضل. وفيما أرادت عبر هذا الموقف طمأنة الفرنسيين، فإنهم ربما وجدوا أن طرحها ينطوي على خطر بقاء الأوضاع، كما هي عليه الآن من جمود.
وقد يكون أهم ما حققه ساركوزي عبر حملته، هو أنه قدم عن نفسه صورة تميزه عن الطبقة السياسية كاملة، وتميزه عن الطاقم اليميني الذي حكم فرنسا على مدى السنوات الـ12 الماضية، وليس له بالتالي أن يحاسب على أي تقصير ارتكب خلالها.

وقام كل من ساركوزي ورويال، امس، بآخر جولاتهما الانتخابية. وحذرت رويال في حديث أدلت به الى إذاعة «آر. تي. ال» من أن ترشيح ساركوزي يمثل خطراً على البلاد، وأن فوزه بالرئاسة يهدد باغراق فرنسا في القسوة والتركيز للسلطات في ايدي طرف واحد وبالشرخ الاجتماعي الذي «لا ينبغي ان يكون قدراً لفرنسا». وأضافت ان من واجبها اليوم «توجيه إنذار» بالنسبة إلى العنف والوحشية اللذين ستشهدهما البلاد، وان «هذا ما يعرفه الجميع ولا يفصح عنه أحد لأنه محظور».

ودعت رويال الفرنسيين الى تكذيب استطلاعات الرأي غير المواتية لها، مشيرة الى ان «الانتخابات لا تتم بواسطة الاستطلاعات ولذا سأمضي حتى النهاية لإقناع الفرنسيين». وانتقدت الضغينة والاعلام المنحاز، مثل قناة «ال. سيه. اي» الاخبارية التلفزيونية بسبب الروابط القائمة بين ساركوزي ومجموعتي «بويغ» و «لا غاردير» اللتين تملكانها.

وكان ساركوزي من جانبه حل ضيفا على اذاعة «أوروبا 1» حيث صرح بأنه «مركز الذهن: لأن ما من شيء محسوم وما من فوز مؤكد» حتى الآن، رغم ما تشير اليه الاستطلاعات. وتوقف عند المناظرة التلفزيونية مع رويال بالقول إنها اختارت ان تكون عدائية «وهذا أمر يعود اليها وهو خيار احترمه». لكنه أضاف: «اعتقد انها اخطأت لأن فرنسا بلد قوي وفيه الكثير من الطاقات، وينبغي توجيهه وتمثيله وتجسيده بطريقة متسامحة ومنفتحة».

آرليت خوري

المصدر:  الحياة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...