العودة إلى مدافئ الحطب وانخفاض مبيعات المازوت 23% بريف دمشق
ضعف القدرة الشرائية ظهر على مبيعات المازوت واللجوء إلى مدافئ الحطب والغاز عند أغلبية شرائح المجتمع وظهر في الأسواق إقبال شديد من الأهالي على شراء مدافئ الحطب وجمع مادة الخشب، ويعود سبب لجوء الأهالي لمدافئ الحطب إلى تأخر الحكومة بتقديم الدعم المادي لمادة المازوت ودخول موسم البرد وسقوط الثلوج وخاصة في المناطق الجبلية والباردة ويؤكد صحة هذه التحليلات تقرير محروقات ريف دمشق المتضمن حركة مبيعات المازوت لشهر تشرين الثاني خلال العام الحالي مقارنة بالشهر ذاته للعام الماضي، وأوضح تقرير أن نسبة مبيعات المازوت انخفضت إلى أكثر من 23% مقارنة بين عامي 2009 – 2010 لشهر تشرين الثاني.
وأوضح التقرير أن مبيعات المازوت خلال الشهر الماضي لعام 2009 بلغت أكثر من 125 مليون ليتر بينما بلغت مبيعات المازوت للشهر نفسه للعام الحالي أكثر من 98 مليون ليتر أي بنسبة انخفاض 23% في الوقت الذي شهد الموسم الحالي إقبالاً شديداً على شراء مدافئ الحطب والتي تتصدر واجهات محال بيع المدافئ في أسواق وأرياف المحافظات، ولاسيما أنه لوحظ تراجع الكثير من المواطنين عن شراء مدافئ المازوت بسبب عدم القدرة على تعبئة المازوت، إضافة إلى أن شريحة كبيرة لجأت إلى الطاقة الكهربائية باعتبارها وسيلة من وسائل التدفئة وخاصة في المناطق العشوائية التي تستجر التيار الكهربائي بطريقة غير مشروعة، الأمر الذي ساهم في زيادة الفاقد الكهربائي في معظم المحافظات.
والجدير بالذكر أن سبب ارتفاع مبيعات المازوت خلال العام الماضي يعود إلى صرف شيكات الدعم المادي لمستحقيها في الوقت الذي تأخرت الحكومة عن صرفها للعام الحالي، إضافة إلى أن زيادة الفاقد الكهربائي ساهمت في حدوث مشاكل وانقطاعات مستمرة للتيار الكهربائي في معظم المناطق، إضافة إلى انخفاض مبيعات المازوت، كل ذلك كبد الحكومة خسائر مادية باهظة.
ويقول بعض الأهالي إن معظم مناطق الأرياف تستجر المازوت عن طريق شراء بيدونات 20 ليتراً ليتم تعبئتها وذلك لعدم قدرتهم على شراء كميات كبيرة، وغير ذلك يضطر الزبون للوقوف أكثر من نصف ساعة مشيرين إلى أن هذا المشهد تشهده معظم محطات الوقود في محطات أرياف المحافظات.
وذكر مشرف في محطة وقود فضل عدم ذكر اسمه أن حالة صعبة وسيئة تواجه بعض الأهالي نتيجة الازدحام الذي تشهده المحطات والمنظر غير الحضاري، حيث يضطر صاحب البيدون إلى الوقوف أكثر من ساعة في بعض الأحيان، مبيناً أن هذه الظاهرة كثرت خلال الأسبوع الفائت وخاصة بعد سقوط الثلوج والأمطار وبين أن السيارات التي تحمل البيدونات 20 ليتراً تصطف بشكل طوابير ما يؤدي إلى إجبار الأهالي إلى التأخر لانتظار دورهم نتيجة وجود كميات كبيرة من البيدونات في سيارات البيك آب.
وذكر أصحاب محال بيع مدافئ المازوت أن نسبة الإقبال لشراء مدافئ المازوت ضعيفة مقارنة مع العام الماضي ويعود السبب إلى عدم قدرة المواطن على تأمين ثمن المازوت، ولكن تبين أن الطلب على مدافئ الحطب أكثر مقارنة مع العام الماضي والسبب أن الحطب لا يحتاج إلى ميزانية، علماً أن المادة متوافرة.
أسعد المقداد
الحكومة تلتزم الصمت حول المازوت
لم ترشح أي معلومات من الحكومة بعد حول من يستحق دعم المازوت وما آلية الربط بين نتائج المسح الاجتماعي المرتقب والمنتظر وبين توزيع مادة المازوت حتى اللحظة، ولا يعرف إذا كانت كل العائلات التي استهدفها المسح الاجتماعي والتي وصلت بحسب مسؤولين في الحكومة إلى 500 ألف أسرة وتنتظر انتهاء مرحلة التحقق الميداني ستستحق بأكملها الدعم أم لا. وبحسب مصدر في وزارة الشؤون الاجتماعية لدى سؤال حول آلية توزيع الدعم للمستهدفين من المسح الاجتماعي، مشيراً إلى أنه إلى الآن لا توجد أي تفاصيل حول هذا الموضوع أو معلومات تفيدنا في الإجابة حالياً. ويذكر أن إقرار صندوق المعونة الاجتماعية ينتظر نتائج المسح الاجتماعي، وقرار توزيع المازوت بانتظار معرفة أعداد العائلات التي تستحقه من المسح الاجتماعي. ويظن أن هناك دائرة من القرارات التي تنتظر بعضها وإلى الآن لم ينته أولها رغم أن الشتاء داهم الفقراء ولم ينتظر قرارات الإدارات الحكومية التي لم تنجز بعد.
منار ديب
المصدر: الوطن
التعليقات
للعلم فقط
إضافة تعليق جديد