العلاج باللعب

يتأثر الطفل بشكل سلبي بكافة الشدات النفسية التي تعصف به من قبل الوالدين.. فالتربية الصحيحة وعدم تأثره بالنزاعات الأسرية والخلل في التعامل بين الأب والأم، يجعله منيعاً ضد منحى اضطراب واقعه النفسي والسلوكي، فهو شديد التأثر بكل ما يجري حوله، ويختزن الكثير من السمات النفسية والشخصية التي تؤثر على نضوجه.. وتعتبر الخطوات الأولى التي تبني كيانه، فالطفل ذكي جداً يلاحظ أي خلل في تربيته.. ويبني عليه سلوكياته التي يعاني منها الأبوان فيما بعد.. فالاضطرابات النفسية المعروفة عند الكبار هي نفسها يمكن أن يصاب بها أي طفل كالقلق والتوتر والانعزالية وعدم الاختلاط بأقرانه والعدوانية التي تسيطر أحياناً على تصرفاته حتى مع أبويه، فالتربية الصحيحة تحصن الطفل ضد هذه الاضطرابات، وتجعل ذكاءه الذي يتطور متناسباً مع سلوكياته، لا ان يوظف ذكاءه في منحى الاضطراب الذي لا يمكن ضبطه فيما بعد، وهنا لا بد أيضاً للمدرسة ان تكون في غاية الحرص على توجيهه وملاحظة جميع تصرفاته، وألا تتعامل معه بقسوة، ولكن ان تجعل منه طفلاً حريصاً على المشاركة والتعلم وضبط السلوكيات غير المرغوب بها بالتعاون بين العائلة والمدرسة.
ومن هنا يعد اللعب أحد الجوانب الأساسية والمهمة في نمو الطفل، ففي اللعب ينفتح ذهن الطفل مما يساعد على سعة خياله وقدرته على الإبداع.. وخبرة اللعب تساعد الطفل على النمو الجسمي والاجتماعي والانفعالي والمعرفي.. وتعتبر القدرة على اللعب الإيجابي إحدى علامات الصحة النفسية عند الأطفال.. كما ان العلاج باللعب هو أحد أساليب العلاج النفسي للطفل، حيث يستخدم فيه التواصل بواسطة اللعب لفهم الطفل ومساعدته على التعبير عن انفعالاته، وخبرة اللعب فرصة جيدة للطفل، لأن يعيش حياته في ظل ظروف آمنة وغير مهددة، حيث يستطيع أثناءاللعب بالدمى ان يحكي قصته وعلاقته مع والديه واخوته وأيضاً رفاقه، ومن خلال اللعب يستطيع ان يعبّر عن مشاعره الناتجة عن الضغوط والإحباطات وعدم الأمان والعدوان والمخاوف، وبذلك نتمكن من  التعرف عليها وتقييمها والعمل على تحقيق الاطمئنان والأمان للطفل.

أليسار علي فندي

المصدر: البعث