السياسيون منافقون.. بشهادة العلم
يتعهدون بمحاربة الفساد. وما أن يصلوا إلى الحكم حتى يصبحوا فاسدين. يتعهدون بزيادة الأجور. وما أن يتبوأوا المناصب العليا حتى يزيدوا الضرائب. هو نمط شائع بين غالبية السياسيين، أينما كان. ولكن ما الذي يجعلهم يفشلون في اتباع القواعد الأخلاقية التي يروجون لها؟
هذا ما أجابت عليه دراسة أميركية أعدتها جامعة «نورث ويسترن»، وخلصت إلى أن «السلطة تولد النفاق، وتجعل الناس أكثر صرامة حيال تصرفات الآخرين وأكثر ليونة مع الذات».
وقال الباحثون إن دراستهم أظهرت أن «السلطة والنفوذ قد يؤديان إلى انفصال تام بين الحكم العام والسلوك الخاص، ونتيجة لذلك فإن الأقوياء يصبحون أكثر صرامة مع الآخرين وأكثر تساهلاً حيال تصرفاتهم الخاصة».
وقام الباحثون، في دراستهم، بمحاكاة الخيارات الأخلاقية التي يتخذها أشخاص نافذون، عبر الطلب من المشاركين في الدراسة لعب دور «رئيس الوزراء» مثلاً أو «موظفين حكوميين». ثم طلب الباحثون منهم التعامل مع مسائل أخلاقية تتصل بقضايا متعلقة بقواعد المرور والضرائب وممتلكات مسروقة.
وأظهرت التجارب المختلفة أن أولئك الذين يحتلون أكثر الوظائف نفوذاً هم الأكثر نفاقاً في تصرفاتهم الشخصية وأشد صرامة عند الحكم على الآخرين، أما الفئة الأقل نفوذاً فكانت الأكثر حزماً مع النفس عن الآخرين، وهي ظاهرة أطلق عليها معدو الدراسة اسم «هايبركريسي»، وهو مركب من كلمتين «هيبوكريسي» أو النفاق، و«بوليسي» او السياسة.
وقال أحد معدّي الدراسة آدم غالنسكي «في نهاية المطاف أنماط النفاق والهايبركريسي تكرس اللامساواة الاجتماعية: الأقوياء يفرضون القواعد والقيود على الآخرين، فيما هم يتجاهلونها، في حين يتعاون الضعفاء على تناسخ عدم المساواة الاجتماعية لأنهم لا يشعرون بالاستحقاق ذاته».
المصدر: CNN
إضافة تعليق جديد