السودان و«الجنوب» يلوّحان بالصراع الشامل

18-04-2012

السودان و«الجنوب» يلوّحان بالصراع الشامل

أعلنت دولة جنوب السودان امس انها مصممة على دحر اي هجوم على منطقة هجليج التي سيطرت عليها عسكريا الاسبوع الماضي، حيث يوجد اكبر حقل نفط سوداني، وذلك في وقت قال السودان فيه ان تكلفة الدخول في صراع شامل مع الجنوب لن تمنعه من استعادة السيطرة على حقل هجليج، وان حقول النفط المستغلة حديثا ستساعد في دعم اقتصاده الذي يواجه صعوبات. قتلى من الجيش السوداني عند الخطوط الامامية على الطريق إلى هجليج، أمس الأول (أ ب)
في هذه الاثناء، عبر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون عن انزعاجه بشأن تقارير عن حشود ميليشيا في منطقة أبيي الحدودية المتنازع عليها بين الدولتين. وفيما لم يذكر بيان الامم المتحدة تفاصيل عن هذا الحشد ولا عن مصدر هذه التقارير، وصف ما يجري في أبيي بأنه انتهاك لاتفاقية حزيران التي ذكر الجانبان السودانيان فيها أنهما سيسحبان قواتهما من المنطقة.
وقال البيان «يشعر الامين العام بالانزعاج بشأن التقارير التي تلقاها في مطلع هذا الاسبوع عن حشد ميليشيات مسلحة في منطقة أبيي، ويدعو حكومة السودان الى ضمان الانسحاب الكامل والفوري لتلك العناصر من المنطقة».
وكانت أبيي التي تشتهر بأراضيها الخصبة للرعي وتنتج بعض النفط موقع معركة رئيسية اثناء الحرب الاهلية السودانية ولها أهمية رمزية لكل من الجانبين. كما يطالب بها كل من السودان وجنوب السودان.
الى ذلك، قال الناطق باسم جيش جنوب السودان العقيد فيليب اجوير ان القوات السودانية «اذا تقدمت نحو هجليج فان الجيش الشعبي لتحرير السودان (حركة التمرد سابقا) مستعد للرد عليها ودحرها»، مؤكدا ان «الجيش الشعبي لتحرير السودان ينتظرها خارج هجليج». واضاف ان الوضع «ما زال هشا وشديد التوتر» على الحدود بين ولايتي الوحدة الجنوبية وجنوب كردفان السودانية، حيث تجددت المواجهات المسلحة بين الجيشين في نهاية آذار الماضي.
وفيما لم يتحدث اجوير عن اي قصف جديد مكتفيا بالتطرق الى حريق لا يزال يشتعل في حقل نفطي في ضاحية هجليج اثر قصف الطيران السوداني على حد قوله، دعت مفوضة الامم المتحدة لحقوق الانسان ناي بيلادي الى وقف «الهجمات المشينة» التي تشنها القوات السودانية على المناطق المدنية في الجنوب.
ودانت بيلاي ما وصفته بـ«القصف الجوي العشوائي» لبعض المناطق بما فيها مايوم وبنتيو في ولاية الوحدة الذي اسفر عن ثمانية قتلى والعديد من الجرحى منذ السبت الماضي. وقالت «في الاسبوع الماضي شاهدنا تصعيدا في استخدام طائرات انتونوف، واسقاط قنابل من طائرات، وشن هجمات صاروخية، في مناطق عدة من بينها مناطق قريبة من مكاتب منظمات دولية». وأضافت «يجب وقف هذه الهجمات المشينة فورا».
من جانبها، حذرت الحكومة السودانية من انها ستدافع عن ولاية جنوب كردفان التي تقع فيها منطقة هجليج بكل الوسائل، بينما دفعت سيطرة الجنوب على هجليج بالبرلمان السوداني امس الاول الى اعلان حكومة جنوب السودان «عدوا».
كذلك، قال السفير السوداني لدى كينيا كمال اسماعيل سعيد «على الرغم من التكلفة المرتفعة للحرب والدمار الذي يمكن ان تحدثه، فإن خياراتنا محدودة للغاية. يمكننا تحمل بعض التضحيات حتى نتمكن من تحرير ارضنا». وأردف قائلا للصحافيين في نيروبي «نعم التكلفة باهظة بالنسبة لنا لكن ذلك لن يعوقنا من بذل كافة الجهود لتحرير ارضنا. خضنا حربا بدون نفط لعدة سنوات وبقينا قادرين على تسيير امورنا.. الانباء الجيدة هي اننا طورنا مصادر اخرى وحقولا نفطية وهو ما سيعوض خسائرنا فعليا».
وسبب القتال بشأن المدفوعات على عبور النفط والاراضي، تراجع انتاج الخام في كلا البلدين. وحقل هجليج النفطي حيوي لاقتصاد السودان لانه ينتج نصف انتاجه النفطي البالغ 115 الف برميل يوميا والذي بقي تحت سيطرته عندما انفصل جنوب السودان في تموز الماضي.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...