الجيش السوري يفشل أخطر هجوم على تلال القنيطرة
بالرغم من أن أرضية الطرق بين تلال ريف القنيطرة بازلتية قاسية صلبة، إلا أنها تحولت إلى ما يشبه رمال الشواطئ البحرية، منذ أن تحولت هذه المنطقة إلى ميدان طحنت معاركه بنية الأرض وصخورها.
وبعد الوصول إلى نطاق محافظة القنيطرة والاتجاه غرباً، تصبح ضمن نطاق العمليات الأول في الجنوب السوري، في معادلة يسعى طرفاها إلى «السيطرة على التلال الحاكمة». ولم تهدأ الجبهة بين الجيش السوري والمجموعات المسلحة المتواجدة ضمن نطاق الأراضي المحتلة من قبل العدو الإسرائيلي.
وعلى مشارف موقع العمليات، في نقطة اتصال أرياف درعا والقنيطرة ودمشق، تظهر التلال العسكرية، التي تشكل مثلث سيطرة الجيش السوري في هذا المحور (الشعار ـ كروم جبا ـ البزاق)، وهي تلال استمد الجيش السوري من ارتفاعها الدقة في تحقيق التغطية النارية الشاملة للجولان المحتل، ما جعلها أقوى النقاط العسكرية في الجــنوب، وهي تشرف على مناطق تواجد المجموعات المسلحة من الصمدانية الغربية والحميدية وممتنة والمشيرفة وصولاً إلى أم باطنة، والى عمق هذه المناطق باستكمال الوجهة غرباً حتى تلال عرام وأبو الندى والفرس الواقعة ضمن الأراضي المحتلة.
وعند الوصول إلى التلال تشعر بحرارة معارك 16 و17 حزيران الحالي، التي كانت الأعنف منذ فترة طويلة. وتتكشف ملامح القتال، وإن خفت صوت السلاح على أعتاب النتيجة التي أفضت إلى استمرار سيطرة الجيش السوري على مواقعه في التلال الثلاث.
وتتكشف أيضاً ملامح النصر على وجوه المقاتلين والقادة الذين صمدوا في وجه الهجوم الأعنف على التلال، والذي كان دقيقاً ومنظماً، كما قال أحد القادة الميدانيين .
ويضيف القائد «بدأ الهجوم على التلال الثلاث في وقت واحد، ومن عدة محاور. كان واضحاً دعم الصهاينة للمجموعات المسلحة في هذا الهجوم. آلاف الصواريخ المتطورة وجهت إلى مواقعنا على التلال ليلاً».
ويتابع ان «الهجوم الأعنف كان من محور أم باطنة والمشيرفة، بالتوازي مع التحرك والقصف على مواقعنا من الصمدانية الغربية في الخاصرة الشمالية لمحور هجومهم، ومن ممتنة ومسحرة في خاصرة تل البزاق. لم يكن يعتقد الإرهابيون أن تبزغ شمس اليوم التالي ويجدون ان القوات العسكرية لازالت تحكم سيطرتها على التلال. وعند طلوع الفجر بدأ العمل العكسي المضاد، وبنفس الأسلوب. لقد ركزنا الرمايات النارية في وقت واحد من التلال الثلاث، وضمن تكتيك أفضى إلى شل محور تقدم الإرهابيين، وتطويق الفارين بسور ناري طال محاور فرارهم حتى الأراضي المحتلة».
وبحسب المصادر المحلية فإن التحضيرات لهذا الهجوم كانت تجهز منذ عدة أشهر، وتزامنت مع فشل عملية دخول المجموعات المسلحة إلى مطار الثعلة العسكري في ريف السويداء، فحاولوا تحقيق خرق في جبهة القنيطرة، مشيرة إلى أنها تزامنت مع إعلان «جيش اليرموك» وقف العمليات باتجاه مطار الثعلة.
ويرى مراقبون أن المجموعات المسلحة في ريف القنيطرة، وعلى رغم تلقيها ضربة قاسية خلال الهجوم الأخير، إلا أنه من المرجح ألا تتوقف عن محاولة الهجوم على التلال، فهي تسيطر على تل المال وتل مسحرة، بالإضافة إلى تل الحارة في هذا النطاق، لكن إحكامها السيطرة على هذه التلال الحاكمة لن يؤدي الى قلب المعادلة والوصول إلى تحقيق سيطرة زائدة عن الحد الواقع تحت سيطرتها ما لم تتحرك باتجاه هذا التلال، وهذا ما يدركه أيضاً الجيش السوري، فهو بإمساكه بمثلث الشعار ـ كروم جبا ـ البزاق، يؤمن الحماية لمدينة البعث وخان أرنبة في القنيطرة، ويشكل خط دفاع متقدما عن العاصمة دمشق من الجهة الجنوبية ونقطة فصل ارتباط المسلحين في أرياف الجنوب الثلاثة (ريف دمشق الجنوبي الغربي ـ ريف القنيطرة ـ وريف درعا).
سيف عمر الفرا
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد