البحرين: احتجاجات على سجن معارضين ومحاكمة عناصر شرطة بقتل معتقلين
تشهد المحاكم البحرينية أسبوعا حافلا بالجلسات المصيرية المتعلقة بالقضايا السياسية، التي يُتهم فيها بالأغلب متظاهرون ومعارضون باتهامات مختلفة تتنوع بين التجمهر وإشعال الإطارات وحيازة الزجاجات الحارقة ومحاولة قتل عناصر من الشرطة، فيما توجه التهم أحيانا لرجال شرطة في مراكز ومراتب متدنية في قضايا قتل وتعذيب وضرب حتى الموت.
وبعد جلسة محكمة التمييز (المحكمة الأعلى في البحرين)، التي حكمت فيها بتأييد أحكام السجن التي تتراوح بين المؤبد والخمس سنوات على عشرين معارضا منهم 13 في البحرين وسبعة في الخارج بتهمة قلب نظام الحكم، اندلعت موجة غضب وسخط واحتجاجات في أوساط الشارع البحريني المعارض، وانطلقت مسيرات في شوارع البحرين في وقت متأخر من مساء أمس الأول، كما وقعت اشتباكات في عدة قرى بين المتظاهرين ورجال الشرطة أدت إلى إصابات متفرقة.
في المقابل، نظرت المحكمة الكبرى الجنائية الأولى أمس في قضية خمسة رجال شرطة، باكستانيي الأصل، متهمين بقتل مواطنين بحرينيين في السجن في آذار ونيسان العام 2011، وكانت قد أجلت القضية للاستعلام إن كان الشهود، الذين شهدوا أمام المحكمة كانوا في سجن الحوض الجاف من عدمه، وقت حدوث الواقعة.
وكان ثلاثة شهود قد أفادوا أمام المحكمة بأنهم سمعوا صرخات أحد القتلى وهو يُضرب ويتألم، وقال أحد الشهود الذي كان في الزنزانة ذاتها مع المقتول، إنه كان يتلقى الركلات في الوقت الذي كان فيه القتيل يُضرب.
وكانت النيابة العامة قد وجهت تهم الاعتداء على سلامة جسمي المجني عليهما الموقوفين، وضربهما بواسطة أنبوب بلاستيكي «خرطوم مياه» في مناطق متفرقة من جسدهما، من دون أن يقصدا قتلهما فأحدثا بهما الإصابات الموصوفة بتقرير الطبيب، والتي أفضت إلى موتهما، كما وجهت تهماً لآخرين بإهمال الإبلاغ عن جريمة اتصلت بعملهم.
وفي سياق متصل، وردت تفاصيل وفاة القتيلين في تقرير اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق حول تعرضهما للتعذيب في سجن الحوض الجاف. وبحسب التقرير، توفي الأول بسبب التعرض لصدمة نقص حجم الدم، والتي ترجع إلى التعرض للعديد من الكدمات والصدمات.
كما أشار التقرير لوفاة الثاني بسبب سكتة قلبية شديدة وتوقف التنفس عقب مضاعفات بسبب أنيميا خلايا الدم المنجلية، كما انتهى تقرير الطب الشرعي بالاعتراف بوجود آثار كدمات عريضة على رقبة المتوفى وفخذيه وكدمات أصغر على الوجه واليدين.
وقال أحد الشهود إنه كان مع المجني عليه في الزنزانة ذاتها وكان جميع الموقوفين معصوبي الأعين ومقيدي الأيدي وأجبروا على الرقود على البطن. وذات صباح، بدت على المجني عليه أعراض الهلوسة أو الاضطراب؛ حيث بدأ على إثرها في الطرق على الباب والصياح باسمه، وقد صاح الحــراس فيه ليهدأ، وعندما لم يفعل ذلك، دخلوا الزنزانة وضربوه وهو يصرخ من الألم، ثم سمع الشاهد بعد ذلك ضجيج أقدام، وسكتت بعدها صيحاته. ولقد سمع الشاهد بعد ذلك شرطيا يقول بلغة الأوردو «لقد مات».
يُذكر أن محاكم البحرين تنظر في عدد من قضايا تعذيب وقتل تحت التعذيب، وقد حُكم على ثلاثة عناصر من الشرطة بالسجن لمدة سبع سنوات في قضيتي قتل، فيما تمت تبرئة بقية المتهمين.
إلى ذلك، تنظر المحكمة الصغرى الجنائية الرابعة اليوم الأربعاء في قضية توجيه تهمة نشر أخبار كاذبة عبر موقع «تويتر» للناشط الحقوقي سيد يوسف المحافظة، الذي اعتُقل خلال مسيرة دعا لها ما يسمى بـ«ائتلاف شباب الرابع عشر من فبراير» في كانون الأول الماضي.
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد