البابا ينهي جولة أرادها حجا فكانت سياسة
صلى البابا بنديكت السادس عشر بكنيسة القيامة في البلدة القديمة بالقدس الشرقية أقدس الأماكن المسيحية على الإطلاق، ودعا إلى السلام في الشرق الأوسط، في ختام جولة استمرت ثمانية أيام وشملت الأردن وإسرائيل والأراضي الفلسطينية، حاول أن ينأى بها عن الجدل لكنها حفلت به.
وجثا البابا على ركبتيه في قاعة صغيرة في الكنيسة التي ينظر إليها مسيحيا على أنها مكان صلب ودفن وقيامة السيد المسيح عليه السلام، وقال في صلاة لاحقة "إن مستقبل العدل والسلام والتعاون قد يتحقق" في المنطقة.
وجاءت الصلاة الأخيرة بالجولة في ذكرى نكبة الفلسطينيين، وهم فلسطينيون قال البابا أمس في كنيسة المهد في بيت لحم إنه يتفهم تطلعهم إلى دولة مستقلة، لكن حثهم على أن ينأوا عن "الإرهاب".
وانتشر آلاف من الشرطة والجيش حول البلدة، حيث التقى البابا ممثلي الكنيستين اليونانية والأرمينية في محاولة لمد جسور مع الأرثوذكس، وهو ملف جعله ضمن أولوياته منذ توليه البابوية.
وأقام البابا أمس قداسا حضره أربعون ألفا على جبل القفزة في بلدة الجليل قرب الناصرة، حيث قضى المسيح عليه السلام جزءا من شبابه حسب الإنجيل وحيث يتركز غالبية الفلسطينيين المسيحيين.
ودعا البابا في قداسه إلى التعايش بين المسيحيين والمسلمين الذين تضررت علاقاتهم بخلاف على بناء مسجد في 2003، والتقى في كنيسة البشارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي طلب منه إسماع صوته ضد إيران الساعية حسبه لتدمير إسرائيل.
وبحث نتنياهو مع البابا، حسب مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، تعميق العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل والفاتيكان، وتعزيز التفاهم بين اليهودية والمسيحية.
وحاول البابا أن يقدم جولته على أنها حج على خطى المسيح عليه السلام لا تعكره السياسة، لكن خطاباته لم تخل من النقد، فلامته قيادات إسلامية على عدم اعتذاره عن تصريحات في 2006 عن الرسول محمد عليه الصلاة والسلام، وقيادات يهودية إسرائيلية على عدم إبدائه ما يكفي من المشاعر عند حديثه عن المحرقة في متحف ياد فاشم.
ودان البابا معاداة السامية، وقال إن المحرقة شيء يجب عدم نسيانه، لكنه لم يعتذر عن الفترة التي قضاها هو في الشبيبة النازية، ولا عما يقول اليهود إنه اضطهاد تاريخي مارسته الكنيسة بحقهم، ولا عما يرونه تغاضيا للبابا بيوس الثاني عشر عما لحق بهم من النازية في الحرب العالمية الثانية.
وكان بنديكت السادس عشر أول بابا يزور المسجد الأقصى على الإطلاق، وأبدى أسفه للجدار العازل كما عبر عن تضامنه مع اللاجئين الفلسطينيين وتعاطفه مع عائلات الأسرى، لكنه لم يزر هذه العائلات كما فعل مع أسرة الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط، ولم ينتقل إلى غزة وإن دعا إلى رفع الحصار الإسرائيلي عنها وأبدى حزنه على من قتل فيها من الفلسطينيين في الحرب الإسرائيلية الأخيرة عليها.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد