الإباحية الإفتراضية أعلنت جمهوريتها الفاضلة
مع انتشار الإنترنت حول العالم كانت أغلب المواقع الإلكترونية تعتمد رمز «دوت كوم .com» في إشارة إلى المواقع التي تتوخّى الربح. أما «دوت أورغ .org» فكان مخصّصاً لللجمعيات والمنظمات التي لا تبغى تحقيق مكاسب مادية. ثمّ كرّت السبحة، فبات «دوت نت» يرمز إلى المواقع الخاصة بالاتصالات، و«دوت غوف» إلى تلك الحكومية... هكذا وصل عدد الرموز المستخدمة إلى أكثر من 82 رمزاً، بينها 22 تعد الأكثر شيوعاً حول العالم.
لكن مطلع أيلول (سبتمبر) المقبل سيدخل رمز جديد إلى القائمة هو «دوت xxx» من المتوقّع أن يثير نقاشاً حامياً حول المضامين الإباحية على الشبكة العنكبوتية، والرقابة عليها، والقدرة على التحكّم بالدخول إليها. وكان «دوت xxx» قد نال موافقة «هيئة الإنترنت لتخصيص النطاقات والأرقام ــ Icann» بعد مفاوضات استمرت ١٠ سنوات. وهذه الهيئة هي عبارة عن منظّمة مقرها كاليفورنيا، لا تتوخى الربح، وتعمل بعقد موقع مع الحكومة الأميركية لإدارة النطاقات والأرقام التي تنمو بسرعة قياسية في العالم الافتراضي. إذاً أعطت الهيئة موافقتها لمؤسسة ICM الخاصة بتسجيل المواقع الإباحية. وستتولى هذه المؤسسة توزيع عناوين «دوت xxx» على المواقع التي ترغب في ذلك. ومن المتوقع أن يخضع هذا الرمز الجديد إلى قوانين وتعديلات فيصبح خاصاً بالكبار والبالغين فقط، ما يحمي الصغار من «عالم الجنس الافتراضي».
وما إن أعلن إعطاء الموافقة على هذا الرمز، حتى عبّرت شركات صناعة الجنس عن قلقها من الترخيص الجديد «خشية فرض مزيد من الرقابة على المحتويات الجنسية... وبسبب سهولة إغلاق المواقع الإباحية»، إلى جانب الجدل الذي قد تثيره المواقع التي تنشر الأدب الإيروتيكي، فهل تصنّف إباحية أم لا؟
وتفتح هذه الخطوة التجارية نزاعاً حادّاً حول مسائل بالغة الحساسية في عالم الانترنت، أبرزها يتعلق بـ«السطو الإلكتروني ــ Cybersquatting».
هنا يبدو من المفيد التذكير بأن سلسلة المطاعم الأميركية الشهيرة «ماكدونالدز» خاضت معركة قضائية كبيرة قبل أن تحصل على عنوان McDonalds.com لموقعها الإلكتروني، كذلك الأمر بالنسبة إلى شركات أخرى.
مسألة أخرى طرحت للنقاش جدياً بعدما أعطيت الموافقة على رمز «دوت xxx»، وهي سعي شركات جديدة إلى الحصول على رموزها الخاصة، مثل تلك التي تُعنى بالمشروبات أو الأزياء... وربما يأتي يوم تطمح شركات بيع المخدرات إلى رمز خاص به قد يكون «دوت coke»! لكن قد لا يدرك هؤلاء أن آلية الحصول على ترخيص رمز جديد، شائكة ومكلفة، فيجب تقديم طلب لـ Icann وانتظار من 8 إلى 18 شهراً، ثمّ دفع مبلغ 185 ألف دولار في حال الموافقة، على أن يُدفع مبلغ سنوي قيمته 25 ألف دولار كل عام.
الكاتب جون نغتون أطلق مخيلته في صحيفة «غارديان» البريطانية، أمام احتمالات رموز جديدة: الصحافة تختار رمز press، أما جمعيات حقوق الإنسان وأشهرها «منظمة العفو الدولية» فيقترح عليها الكاتب شراء النطاق torture، فيما تختار الجمعيات التي تعمل على وقف التسلح ومناهضة العنف رمز stopkilling، فهل يسجّل رمز جديد لعام 2011 هو «دوت revolution»؟
بسام القنطار
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد