الأخلاق في القرآن الكريم
صدر عن دار الأديان للدراسات والتوثيق والترجمة كتاب بعنوان «الأخلاق في القرآن الكريم» للمهندس محمد رضا مرتضى والشيخ حسين أحمد شحادة. يقدم الكتاب إضافة نوعية جديدة إلى المكتبة القرآنية الأخلاقية وقد استشعر المهندس محمد رضا مرتضى قيمة تنظيم الدراسات والأبحاث القرآنية والأخلاقية في كتاب يلفت من خلاله إلى أمرين:
1- أن القرآن الكريم بوصفه رسالة هادية إلى البشر جميعاً.
2- أن تأصيل المبادئ المنهجية لمنظومة الأخلاق في القرآن الكريم تستدعي النظر في تحليل مفصل للتعاليم الأخلاقية القرآنية من خلال الأزمة المعرفية بأبعادها الإنسانية الشاملة من جهة ومن خلال تطبيقاتها على أرض الواقع من جهة ثانية.
وقد جاء الكتاب مقدمة لموسوعة الأخلاق في القرآن الكريم ولنتذكر أن الدين في جوهره المقدس هو التوحيد والأخلاق وترجمة ذلك في جدائل الوصل الموضوعي بين الإلهي والإنساني من معنى اللغة الأخلاقية.
في مقاربة الأزمة المعرفية- بأخلاق القرآن- يبسط الشيخ حسين أحمد شحادة منهاج التفسير المقارن ليشكل نقطة انطلاق لتوحيد الرؤية الإسلامية في موضوع الأخلاق، الأمر الذي يجعل من هذا الكتاب مرجعاً لجميع المسلمين على اختلاف مذاهبهم واجتهاداتهم. وفي جانب الأزمة التطبيقية يعتمد المهندس السيد محمد رضا مرتضى على منهاج تأليف قلوب الأمة في العصر الحديث على توحيد النظرة الأخلاقية. تناول الكتاب الإشارات الأولية عن ملمح النظرية الأخلاقية القرآنية وصلتها في بناء عمارة الاجتماع الإنساني على معادلة التوازن بين الروح والجسد وكذلك أهمية البحث عن المعيار الذي تقاس عليه مبادئ الأخلاق التي تتعدى بناء الفرد إلى بناء الأمم والشعوب. ولفت الشيخ حسين أحمد شحادة في تصديره إلى ضرورة رد الاعتبار إلى مرجعية القرآن الكريم وتأكيده التكامل بين القرآن والسنة الطاهرة، والبحث عن الحلقة المفقودة من مفهومات التربية وركائزها الأخلاقية في تكوين الشخصية الحضارية للإنسان المسلم ولاسيما أن عماد النظرية الأخلاقية القرآنية تحرير الإنسان كله من أغلال جميع العبوديات.
كما أضاء المهندس محمد رضا مرتضى في تقديمه عن فلسفة الأخلاق إلى أن الأزمة الأخلاقية في مجال أزمة ضبط السلوك هي أزمة مستشرية في حياة المؤمنين وغير المؤمنين وأن لا معنى لصدقية الإيمان إلا بمطابقة الأقوال للأعمال وإلا لضاعت من مسرح الأرض قدوة المثال.
وكانت طبيعة التاريخ مرآة لطبائع الإنسان الأخلاقية فإن التفسير الموضوعي للشخصية الإنسانية وطبائعها هو المدخل التأسيسي لكل تفسير موضوعي للتاريخ فيجري الحديث حينئذ عن فساد التاريخ وصلاحه وفقاً لمعنى فساد الإنسان وصلاحه. ووفقاً للرؤية القرآنية ثمة علاقة وثيقة بين أفعال الإنسان وحالاته النفسية ولذا كلما اكتمل للإنسان مستوى عال من نقاء النفس وطهارتها كان حظه في فهم الحقائق القرآنية أوفر دقة ومعرفته أكثر. كذلك يجدر البحث في شروط المفسر ومؤهلاته لنقف في ضوء سلامة المنهج على المقاصد الإلهية من نظرية القرآن في الأخلاق.
ديما ديب
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد