استمرار أزمة الخبز في مصر
زادت المخاوف في مصر من تكرار مظاهرات الجياع التي شهدتها مصر في سبعينات القرن الماضي، بعد أن شهدت محافظة الفيوم أول مظاهرة منذ تفجر مشكلة طوابير الخبز قبل عدة أسابيع.
واعتبر د. جمال زهران استاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس في تصريح هذه المظاهرة بمثابة ناقوس خطر "ينذر بكارثة قادمة قد تطيح بكل شيء باعتبار "كله إلا رغيف العيش" على حد قوله.
وتساءل زهران: ماذا تنتظر من رب أسرة لا يجد ما يطعم به أولاده؟ هل سيقف مكتوف الايدي واولاده يموتون جوعا؟
وكان 3 آلاف مصري بمحافظة الفيوم (100 كم من القاهرة) تظاهروا الاثنين 17/3/2008 احتجاجا على اختفاء حصص الدقيق المدعوم من الدولة المخصص للأفران البلدية، بعد بيعها في السوق السوداء.
وانطلق المتظاهرون بعربات الكارو في قرى ترسا وفيدمين ونقليفة بمركز سنورس، وقاموا بتحطيم مبنى المجلس المحلي في "سنهور" وقطعوا طريق الفيوم – القاهرة، علاوة علي الطريق الأهم الذي يصل الي بحيرة قارون والتي تعد أحد أهم المزارات السياحية في مصر.
وكانت مظاهرات خبز قد اندلعت في 17 و18 يناير 1977 في جميع أنحاء مصر احتجاجا على رفيع أسعار بعض السلع الاستهلاكية الرئيسية ومن بينها "الرغيف" الذي يعتمد عليه المصريون في جميع وجباتهم.
وقد فرضت قوات الأمن الاثنين حصارا علي المتظاهرين ونشرت المدرعات والكلاب البوليسية حول ديوان عام محافظة المنوفية خوفا من اقتحام المواطنين الغاضبين.
وفشل المحافظ مجدي القبيصي وقيادات الأمن في تهدئة الأهالي الذين رفعوا لافتات تطالب بتوفير الدقيق، ورددوا الهتاف الشهير الذي سبق وردده المتظاهرون في عام 1977 "همه بياكلوا حمام وفراخ واحنا الفول دوخنا وداخ" المأخوذه عن قصيده للشاعر أحمد فؤاد نجم ولحنها الراحل الشيخ إمام في ذلك الوقت.
وجاءت مظاهرة الجياع في الفيوم بعد ساعات من تدخل الرئيس مبارك وإسناد المهمة الي الجيش المصري في ظاهرة قال عنها خبراء انها اعتراف عملي بفشل سياسة المدنيين في إدارة الامور، بينما وجدها آخرون فرصة لعودة الانضباط .
وقال محافظ القليوبية المستشار عدلي حسين عقب اجتماعه بمسؤولي التموين إن حصيلة بيع الدقيق المهرب تتجاوز المليون جنيه يوميا في القليوبية فقط حيث يحصل المخبز عل "الشيكارة" المدعمة بـ ١٨ جنيهًا، ويبيعها بنحو ٢٠٠ جنيه في السوق السوداء.
وتسببت الاكشاك الجديدة التي اقامتها وزارة التضامن في زيادة المشكلة بعد ان انتقلت الطوابير من الافران الي الأكشاك، وزاد الامر سوءا أثناء نقل الخبز بالتروسيكل حيث يقوم سائقة ببيعه أثناء مروره بعشرة قروش للرغيف الواحد وهو ضعف سعره.
سائقو الأتوبيسات والميكروباصات الذين تمر سياراتهم بالمنافذ الجديدة يجدونها فرصة للتوقف في عرض الشارع أو علي جانبه للحصول علي خمسة أرغفة علي عجل دون الالتزام بالدور بحجة أن الاتوبيس في قلب الشارع وهو الأمر الذي يثير حفيظة الرجال المنتظرين لدورهم، وقال أحد المواطنين في منطقة بولاق الدكرور بمحافظة الجيزة، طالباً من المشرفين علي التوزيع عدم تسليم الخبز إلا بعد إبراز البطاقة، والتأكد من محل الإقامة، لأن هذه الأكشاك مخصصة لسكان المنطقة فقط.
ورغم ان الاقتراح قوبل بالرفض من قبل المشرفين علي التوزيع إلا انه يكشف جزءا هاما من الازمة وهي استعداد المواطنين لفعل أي شيء في سبيل الحصول علي الرغيف.
محمد المعتصم
المصدر: العربية نت
إضافة تعليق جديد