إيـران: المشاركة في الانتخابات تفـوق 60%

03-03-2012

إيـران: المشاركة في الانتخابات تفـوق 60%

توجه ملايين الإيرانيين بكثافة إلى صناديق الاقتراع أمس، لانتخاب مجلس الشورى الإسلامي في دورته التاسعة والذي يرجح أن يبقى تحت سيطرة المحافظين الحاكمين مع مقاطعة المعارضة الإصلاحية الاقتراع، وتوجه عناصرها إلى ميدان الـ«فيسبوك» في ظل انحسار حراكهم عن الشارع. الصوت الإيراني بدا موجها من القلق الاقتصادي بالدرجة الاولى، وإرادة مواجهة التهديدات الخارجية من جهة ثانية.ناخبون في مقام المعصومة في مدينة قم أمس (أ ف ب)
وأفادت معظم التقديرات الرسمية الجزئية مساء أمس بأن نسبة المشاركة كانت أعلى من الانتخابات السابقة، وتجاوزت 60 في المئة في معظم المحافظات. ومُدّد العمل في مراكز الاقتراع لتمكين أكبر عدد من الناخبين من الإدلاء بأصواتهم بعد موعد الإقفال المحدد عند السادسة مساء.
المرشد الأعلى للثورة الإسلامية آية الله علي خامنئي أدلى صباحا بصوته في مركز الاقتراع المتنقل رقم 110 في حسينية الإمام الخميني. ودعا خامنئي في تصريح، بعد الإدلاء بصوته، المواطنين إلى الإسراع بالإدلاء بأصواتهم في المراكز الانتخابية باعتباره «واجبا مثل أداء الصلاة وأن يؤدوا هذا العمل باعتباره حجة بينهم وبين الله وأن تكون نيتهم خالصة للباري تعالى». كما نصح سكان العاصمة طهران بكتابة أسماء 30 مرشحا في الأوراق الانتخابية.
وقال خامنئي إن «أهمية الانتخابات تكمن في أنها تحمل رسائل إلى الأصدقاء وإلى الأعداء في آن فكلما زادت خصوصيتها ازدادت أهميتها»، وأضاف «الأعداء الذين لحقت بهم الهزائم المتتالية وتلقوا الصفعات في العديد من المناطق يحاولون إثارة الضجيج ضد الشعب الإيراني». وأوضح خامنئي «ان الهدف من هذه الضجة هو تهويل قضية الحظر وحقوق الانسان في إيران»، مؤكدا أن «أفضل رد على الضجيج والتهديدات الجوفاء لأعداء الشعب الايراني يكمن في المشاركة في الانتخابات بحماس ونشاط من أجل فائدة أكبر لمستقبل وسمعة وأمن البلاد».
وتقول مجلة «تايم» الأميركية إن أجندة خامنئي للانتخابات «بسيطة»، موضحة أن «هدفه حسم انكفاء تيار الرئيس محمود أحمدي نجاد «المنحرف» واستعادة الشرعية من خلال انتخابات تنافسية وإن كانت محدودة النطاق أيديولوجياً»، فيما تعتبر صحيفة «لوموند» الفرنسية أن الاستحقاق بالنسبة لخامنئي يكمن في «تأمين غالبية في المجلس تكنّ له الوفاء في مواجهة مخاطر المرحلة غير المسبوقة».
أما في صناديق الاقتراع التي شهدت تدفقا متفاوتا للمواطنين، فقال عدد كبير من الناخبين من مختلف الأعمار يؤيد معظمهم المحافظين إنهم جاؤوا «للمشاركة في بناء بلدهم»، وعلى أمل أن يعالج البرلمان الجديد المشاكل الاقتصادية التي تعتبر أولوية الجميع. وأكد عباس «أصوّت من أجل بلدي ومن أجل شعبي»، كما أضاف هذا الرجل الستيني الذي جاء ليؤدي واجبه الانتخابي مع زوجته وابنه في حسينية تم تحويلها الى مركز للتصويت «يجب حل المشاكل الاقتصادية، التضخم والبطالة. ابني لا عمل لديه». أما جواهر اسلامي (77 عاما) فقالت «أصوّت من أجل دم الشهداء ومن أجل بلد أفضل»، لكن البرلمان الجديد يجب أن يقوم «بتحسين الوضع الاقتصادي أولاً وإيجاد وظائف»، موضحة إن «ابني عاطل عن العمل».
محمد مهدي باهرامبيغي (19 عاما) قال ان الاقتراع هو «صفعة على وجه الاستكبار» في ترديد لعبارة خامنئي، فيما قال الطالب محمد علي برفزدافاني (18 عاما) والذي يصوّت لأول مرة، إن نواب البرلمان المقبل «يجب أن يكونوا شجعانا وأن يقولوا ما هي المشاكل الحقيقية، ويحاولوا حل مشكلة البطالة وإصلاح الاقتصاد بأفضل طرق ممكنة».
خبير الشؤون الإيرانية لدى «المعهد الوطني للبحوث العلمية» الفرنسي برنارد هوركاد يقول إن الفائزين في الانتخابات سيكونون «من التكنوقراط غير المتمرسين بالاستحقاقات الدولية، والمهتمين بالإدارة الجيدة»، متسائلا «هل سيتقربون من نجاد الذي يشبههم أم سيؤكدون ولاءهم الكامل للمرشد الاعلى؟».
وفي ظل هذا المشهد السياسي الحافل، أشار معهد «ستراتفور» الأميركي إلى موقع الحرس الثوري، معتبرا أن «دور الحرس المتعاظم في المجالين العسكري والاقتصادي عبر صفقات الاعمال قد أدى إلى توسيع تأثيرهم السياسي، لكن الهدية الأكبر للحرس تتمثل في الانقسام داخل صفوف المحافظين». ويضيف «ستراتفور» أنه «وفيما يتنازع طرفا المشهد المحافظ على السلطة، يتمكن الحرس من الصعود بهدوء لملء الفراغ في الوسط».
وبرغم مقاطعة المعارضة، أدلى الرئيس الإصلاحي السابق محمد خاتمي بصوته. ومن جانبه أعرب الرئيس السابق علي أكبر هاشمي رفسنجاني الذي ابتعد عن النظام منذ العام 2009، عن أمله في أن «يلبي المجلس الجديد تطلعات المواطنين وأن يأتي منسجما مع البطاقات التي وضعوها في صناديق الاقتراع».
أما المعارضة «الخضراء» فاقتصر نشاطها بشكل حصري تقريبا على صفحات «فيسبوك» والصحف الأميركية. المدوّن المعروف ارمان أميري كتب «بما أن النظام القضائي قد أعلن رسميا أن الدعوة إلى المقاطعة تشكل جنحة، والسلطات الدينية أكدت أن عدم التصويت «إثم». لن أنتخب لأثبت أن لي الحق في الاختيار».
مستشار الزعيم المعارض مير حسين موسوي ارديشير امير - ارجوماند الذي يشغل أيضا منصب المتحدث باسم «مجلس تنسيق الحركة الخضراء»، كتب مقالا في صحيفة «نيويورك تايمز» قال فيه «نعتقد أن هذه الانتخابات المهندسة ستؤدي إلى نواب مختارين ومطيعين للنخبة الحاكمة. هؤلاء المسمون نواباً، سيتم استخدامهم في تقديم واجهة ديموقراطية للبلاد».

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...