إغلاق إذاعات في الصومال
نددت الولايات المتحدة بتصرفات الحكومة الانتقالية في الصومال عقب اعتقالها زعيم قبيلة هوية -كبرى القبائل الصومالية- الحاج عبدي إيمان عمر، وإغلاقها ثلاث محطات إذاعية بتهمة مساندة "الإرهاب".
وقالت مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون الأفريقية عقب اجتماع في لندن لمجموعة الاتصال الدولية بشأن الصومال إن إسكات الحكومة الانتقالية لصوت الصحافة الحرة واعتقال أشخاص يشاركون في الحوار تعتبر تصرفات غير مقبولة وتهدد بتقويض المصالحة.
وأعربت جينداي فريزر عن أملها بأن تعيد الحكومة الانتقالية الصومالية النظر في هذه التصرفات سريعا.
وقد حثت مجموعة الاتصال الدولية في ختام اجتماعها الحكومة الصومالية على المضي قدما في عقد مؤتمر مزمع للمصالحة الوطنية في 14 يونيو/ حزيران الجاري. وأكدت أن المصالحة السياسية هي السبيل الوحيد لإخراج الصومال من دوامة العنف.
وقال ريموند يوهانسن نائب وزير الخارجية النرويجي بعد الاجتماع "بدأ صبرنا ينفد في مجموعة الاتصال لعدم تحقيق تقدم، نتطلع بكثير من الأمل إلى حوار يشارك فيه الجميع".
وتضم مجموعة الاتصال دولا معظمها أوروبية والولايات المتحدة وتنزانيا ومندوبين عن الاتحاد الأفريقي والجامعة العربية ومجموعة الإيغاد.
وجاء التعليق الأميركي بعدما اعتقلت السلطات الصومالية زعيم شيوخ قبيلة هوية المهيمنة على العاصمة مقديشو، على خلفية الوضع الأمني الذي لم يعرف استقرارا حتى الآن.
وقال المتحدث باسم هوية أحمد ديري إن قوات الحكومة الانتقالية اعتقلت الحاج عبدي إيمان عمر أمام مجلس شيوخ القبيلة، مشيرا إلى أن السلطات لم تعط أي تفسير لاعتقاله ولا المكان الذي يحتجز فيه.
وجاء اعتقاله فيما نفذ مئات الجنود من القوات الإثيوبية -الداعمة للحكومة الانتقالية- عمليات دهم وتفتيش من منزل إلى منزل في مقديشو بحثا عن الأسلحة.
وأسفرت هذه العمليات عن اعتقال عدد من الأشخاص بتهم تتعلق بارتباطهم بالجماعات المسلحة، لكن من غير المعروف ما إذا كان اعتقال زعيم قبيلة هوية جاء في نفس السياق.
وقال صلاد علي جيلي نائب وزير الدفاع الصومالي إن العمليات جزء من مهام أمنية روتينية تقوم بها قوات الحكومة الانتقالية بمساعدة "أصدقائنا الإثيوبيين".
لكن الرئيس التنفيذي للمحاكم الإسلامية الشيخ شريف شيخ أحمد ربط اعتقال شيوخ القبائل بالزيارة التي قام بها رئيس الوزراء الإثيوبي ميليس زيناوي، وأنها جاءت بأوامر مباشرة منه.
واعتبر في تصريح هذه الاعتقالات دليلا على فشل إثيوبيا في الصومال، مشيرا إلى أن الوضع الأمني في الصومال منهار حاليا "والإثيوبيون وأزلامهم" يتكبدون خسائر فادحة.
وفيما يخص مؤتمر مجموعة الاتصال قال الشيخ شريف إن الصوماليين لا يعقدون أملا على هذا المؤتمر، مشددا على أن الحل يجب أن يأتي من الشعب الصومالي نفسه.
وفي تطور آخر أغلقت الحكومة الصومالية ثلاث محطات إذاعية بعد اتهامها بإثارة العداء بين المواطنين ومساندة "الإرهابيين".
وأصدرت الحكومة مرسوما يقضي بإغلاق شبكة شابيلي الإعلامية وإذاعتي هرون أفريك (القرن الأفريقي) والقرآن الكريم التي توقفت عن البث عصر الأربعاء.
واتهم وزير الإعلام مادوبي نونو محمود في بيان له الإذاعات الثلاث "بالتسبب في انعدام الأمن ودعم الإرهاب ومناهضة الحكومة". وأوضح أن أصحاب الإذاعات مسؤولون عن الاتهامات المذكورة وستتم محاسبتهم.
ولم يذكر البيان مدة منع الإذاعات من البث، علما بأن الحكومة كانت علقت بث هذه الإذاعات مع عمل مكتب قناة الجزيرة في مقديشو في يناير/ كانون الثاني الماضي لمدة 24 ساعة.
وكانت الحكومة الانتقالية أعربت سابقا عن استيائها من تغطية وسائل الإعلام لأعمال العنف في العاصمة، واعتبرتها موالية للمحاكم الإسلامية التي أطاحت بها بدعم إثيوبي نهاية العام الماضي.
وتأتي هذه التطورات بعد زيارة خاطفة وغير مسبوقة قام بها رئيس الوزراء الإثيوبي ملس زيناوي أمس إلى مقديشو, أجرى خلالها محادثات مع الرئيس عبد الله يوسف ورئيس الوزراء علي محمد غيدي ومسؤولين آخرين. ولم يتسرب أي شيء عن طبيعة هذه المحادثات حيث غادر زيناوي مباشرة بعدها العاصمة الصومالية.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد