إعادة تموضع لـ«النصرة» بعد هزيمتها في الشيخ نجار
وجّهت «جبهة النصرة» ضربة لحلفائها بانسحابها من «الهيئة الشرعية» في حلب وريفها، والبدء بإعادة انتشار لمسلحيها، ودفعهم في اتجاه شمال المدينة. وهو ما يعتبر بمثابة إنذار لحلفائها بترك «مواقع رباطها في حلب»، في وقت سحب فيه «لواء التوحيد» معظم عتاده الثقيل من مدرسة المشاة التي يتقدم الجيش السوري نحوها، باتجاه معبر السلامة على الحدود التركية.
وبحسب بيان صدر عن «جبهة النصرة»، فإن الانسحاب جاء نتيجة «اشتراك عدد من الشركاء المؤسّسين للهيئة في مشاريع غير الهيئة، وبعضها يتناقض مع الهيئة»، وبسبب «تنشيط مكتب المحافظة التابع للائتلاف المعارض على حساب مكاتب الهيئة الشرعية».
وأكدت مصادر أهلية «إفراغ مقار للنصرة في حي باب النيرب والميسر»، وسرت إشاعة عن استعداد عشرات من مسلحي التنظيم للانسحاب من أحياء جنوب حلب باتجاه مخيم حندرات والكاستيلو، في وقت انسحب فيه مقاتلو «حركة أحرار الشام» من نقاط لهم في خان طومان جنوبي حلب وتوجهوا إلى شمال حلب.
وفي ريف أعزاز، الذي تتقلص مساحة سيطرة «الجبهة الإسلامية» فيه لمصلحة «الدولة الاسلامية»، وفيما وصلت طلائع الجيش السوري إلى قراه الجنوبية، بادر مسلحو الفصائل «الجهادية» الأقوى إلى السيطرة على الحواجز المؤدية إلى المعابر غير الرسمية مع تركيا.
وقال مصدر معارض في أعزاز إنّ مقاتلين من «جبهة النصرة وبعض فصائل الجبهة الإسلامية انتشروا في قرى محاذية للحدود مع تركيا، واشتبكوا مع مسلحين من كتائب قبضة الشمال، ومنعوا مجموعات محلية من نصب الحواجز وسيطروا على قريتي مرحبل وام حوش بعد اشتباكات مع مسلحي القبضة».
ومقاتلو «قبضة الشمال» هم خليط من بقايا لواء «عاصفة الشمال» وكتائب «حسن جزرة» الذي أعدمته «الدولة» في الأتارب مع شقيقه وثلاثة من رفاقه.
وأشار المصدر إلى «حالة من الغليان تسود مارع وتلرفعت بعد خسارة أعداد كبيرة من الشبان في المعارك، فيما الخلافات على الغنائم التي نقلت من المدينة الصناعية تتصاعد، والكل يبحث في سرعة تصريفها قبل وصول الجيش إلى المنطقة».
وبحسب بيان صادر عن «الجبهة الاسلامية»، تمّ فصل «كتائب قبضة الشمال» من «الجبهة الإسلامية لإفسادهم في الأرض وتعديهم على أموال ودماء المسلمين».
وقال مصدر معارض إنّ الخلاف الذي ينذر بموجة اقتتال داخلي هو «بسبب فرض مسلحي القبضة مبالغ على عبور غنائم المدينة الصناعية إلى تركيا، لأن الجميع بات يدرك أن الحرب خاسرة وأنهم وقعوا بين فكّي النظام وداعش».
باسل ديوب
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد